الخميس، 14 ديسمبر 2017

الشاعر مرعي بكر ... آلام الحقيقة بين النفس والواقع

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

القصيدة بعنوان: آلامُ الحقيقةِ بينَ النَّفسِ والواقع

أبـلـغْ يـراعاً بكَتْبِ الحُـزنِ و الألـمِ
عشْ مـا تشاءُ فـإنَّ العيشَ لا يَـدُمِ

إنّي أسيرٌ و نفسي تشـتهي لِـذَذَاً
هذي المتاعُ غَوَتْ سارتْ لها قدمي

سارتْ وراءَ هـواءِ العيشِ غـاويـةً
تنسى بـأنَّ هناكَ الوعدُ مـن حـَكَمِ

قـد أخطـأَ القلـبُ و الأوزارُ تَلبسُهُ
لا تَعْذُلِ النَّفسَ في قهرٍ و لا تـَلُـمِ

فـالنَّفـسُ أمـَّارةٌ للسُّوءِ تَـفـعـلُـهُ
خيرُالنُّفوسِ التي عاشتْ على النَّدمِ

نـفسي التي تنتشي بالذَّنبِ غارقةٌ
أقسمتُ في حسرةٍ يا روعةَ القَسَمِ

مـُوتي بِـذلٍّ إليـكِ العَسفُ مـذبحةٌ
يـا قـلبُ بـلـّغْ لها إرزاؤها بـفمـي

يـا مـالكَ الملكِ أرجـو الآنَ مـغفرةً
أنتَ الذي تَنفُـخُ الأرواحَ في الرّمـمِ

بينَ السّطـورِ تهيـمُ اليـومَ مـوقعـةٌ
إنَّـا وجدْنـا الـورى تعلو على القِيَمِ

أخـلاقُنـا عاهـةٌ و الـمُـزنُ راحـلـةٌ
أوراقُ نخـوَتِـنـا صفـراءٌ فـي عَـدَمِ

نُدمـي الجراحَ بوعـدٍ فيهِ خـيـبَـتـُنا
عاداتـُنا لـم تمتْ مـن عـادةِ الخِـيَـمِ

عـاثَ السّفـاهُ،تَـبابُ القـومِ نعلـمـُهُ
و اليَـعربـيُّ يعيشُ العـمرَ كالـخَـدَمِ

أيـنَ الـمروؤةُ فـي عصـرٍ نعايـشُـهُ
و البُخـلُ يحيا بنا مـن قـلـَّة الـكّـرَمِ

بـَانتْ مَطَاعنُـنا بالـظَّـغنِ فـي زَمَـنٍ
قدْ أخلقَ الدَّهرُ ما نبني مـنَ الشـِّيـَمِ

إنَّـا رأيـنا ستـارَ الـزَّيـفِ مُـنـسَـدلٌ
نُـمضـي الليالـي مذلولينَ لـم نَـنَـمِ

أيـنَ المَـقَانِـبُ عندَ الفجـرِ ضَـابـحـةٌ
هـذي الدُّروبُ مـنَ الأعرابِ للـقِـمَـمِ

إِنْـبَـتَّ مـنـَّا حيـاءُ الـعِرقِ مـهـتـرئـاً
و العمرُ فيـنا كتـخريـفٍ مـنَ الـهَـرِمِ

كـالـهـرِّ نحـيا فـي كـِبْرٍ كَـمـُوسِـرَةٍ
نَنسى الإلهَ و مـا أعطى مـنَ النِّـعَـمِ

لـلـذَّنـبِ مـعـذرةٌ نـأتـي بـمـكـذبـةٍ
للرُّوحِ جهلٌ و هذي النَّفسُ في عُـقـمِ

خـلـفَ الـكواليـسِ أنـوارٌ تـعـاتـبُـنـا
هلْ يُكشَفُ السِّترُ عن أنيابِ مُـحـتَـرَمِ؟

انظـرْ إلـى جـائـرٍ مـادتْ سـلاطَـتُـهُ
و العَوزُ يَفتِكُ في عُرْبٍ و في عـَجَـمِ

نُـشـانُ فـي زمـنٍ دَلَّاسُ يـحـكُـمـُهُ
طابَ الشَّجافي الورى والقلبُ كالصَّنَمِ

يـا بـؤسَ مـا نحتسي ذلَّاً لـعـزَّتِـنـا
هـيَّـا اسـتفـيقوا فهذا آخرُ الـحـُلـُمِ

أَوْجـَاً نـريدُ ، نجيبُ القومِ قـدوتـُنـا
خيرُ الملوكِ أتى بالعقلِ و الـحِـكَـمِ

كُـنْ مثلَ مَنْ عاش تحقيقاً لمذهـبـِهِ
اسألْ سؤالاً و منكَ الرَّدُّ يا قَـلَـمِـي

يا نفسُ توبي لكِ الفردوسُ عن كَثَبٍ
عودي إلى فرحةِ الإيمانِ و اقتحمي

عـودي عـنِ الخَطَلِ الفـتَّاكِ نـادمَـةً
آلامُ ذنـبٍ مضى فيها الفـؤادُ رُمِـي

امشوا وراءَ الهدى كالرِّقِّ في أَمـَلٍ
هـذا النِّداءُ لكم و الأذنُ في صـَمَـمِ

إنَّ البَـرَاثـِنَ لا تَـرضى لها جـِيَـفـَاً
أرزاقـُهـا كُتـِبَـتْ مـمـزوجـةً بـِدَمِ

        مـرعـي مـحـمـد بــكـر
          فــتـى قــلــمــون
            ابــــن جـيـرود

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...