الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017

الشاعر عبد اللطيف جرجنازي .. حَيْهِلِ

حـَيْـهِـلِ........

ســقْـيـا لـدار ِالـعِـزِّ غـيْـرَ مَـحَـوَّل
دار الألـى حَـلّـوا  بـأعْـلـى مَـنْـزلِ

دارُ الأَحِـبَّـة ِلَـسْـت ُأنْـكِـر ُفُـضْـلَهُـمْ
باهـوا الـثُّـرَيَّـا في المـقـامِ الأنْـبَـلِ

الـمُـطْـعـِمـونَ وكلُّ جـودٍ جـودُهُـمْ
يـتـَهَـلَّـلـونَ لِـكـلِّ ضَـيْـفٍ مُـقْـبِـلِ

والـضّـاربـونَ عـدوَّهـُم بسـيـوفِـهِـمْ
تـاقَـتْ رمـاحُـهُـم ُلنَـيْـلِ الـمَـقْـتَـلِ

و هُـم ُقَـبـيـلـي و أنْـتِـمـائـي عِزَّةٌ
والفـخْـر ُكل ُّالفـخْـرِ تحْـت َالقسْطلِ

ولقَـدْ سـمَـوْتُ إلى العُـلا بـمـآثِري
وكـتـَبْـتُ سِـفْـراً زاهِـراً بالمـحْـفـلِ

وجعلْتُ مِـن ْشِـعْـري مَـنـارةَ أمَّـتي
حـتّـى  تُـغـازل َنَـجْـم َلَـيْـلٍ  ألْـيَـلِ

أفْـنَـيْـتُ عمْـري كي أكونَ لعشْقِـهـا
وقْـغـاً و لَـو ْمُـنِّـيـتُ حُـب َّالأكْـحَـلِ

هـيَ أمَّـتـي وأنـا الفخـورُ بمجْـدِهـا
أشْـدو لهـا ولَـكَـمْ تعَـطَّـرَ مِـقْـولي

أمّـي نُـزَيْـهَـة ُأرْضـعـتْـنـي بـرّهـا
هـذي  بـلادُك َ يــابُـنَـي َّ فـَأَجْـمِـلِ

جَبَـلَـتْ حلـيـبَ الثَّـدْيِ تُـرْبَ شـآمِـنا
فشـبَـبْـتُ شَـمّـا ًمِـثْـلَ ذاك َالأجْـدَلِ

حـتّـى أُحَـلِّـقَ في سَـماهـا حـالِـمـاً
بـجَـنـاح ِمَـنْ يَـهْـوى بـعِـشْـق ٍأَوّلِ

أمّـي وبَـعْـدَ الـمَـوْت ِيأتي طَيـفُـهـا
وعلى الشِّـفـاهِ مَـرارُ ذاكَ الحنْـظَـلِ

قالـت ْبُـنَـيَّ سَـمِـعْـتُ صوْتـاً راعَني
أتُـراه ُ يـاقـلْـبـي  لِـذاك َ الـقُـنْـبِـلِ

أهُـوَ الـعـدُوُّ على الرّوابـي خَـيْـلُـهُ
والأرْضُ غَـصَّـتْ بالـبـَغـيـضِ الأرْذلِ

والكَـوْنُ كلُّ الكـوْن ِأعـْشـى لايَـرى
كُـلٌّ  وراء  َسـِـتـار ِحِـقْـدٍ  مُـسْـدَلِ

إيْـهٍ  بُـنَـي َّ و أيْـن َمـِنْـكُـم ْمـاؤهـا
إنّـي أتـوقُ لـِرَشْـفَـةٍ مِـن ْسَـلْسَـلِ

بَـلْ أيْـنَ سُـنْـبُـلُ حقْـلِـكُمْ بشموخِهِ
أوّاه ُمِـنْ عَـبَـثِ الطُّـغـاة ِبِـسُـنْـبُـلِ

أهـُوَ الهَـوانُ و أيْـنَ نَـخْـوَةُ يـَعْـرُبٍ
أيْـن َالحَماس ُبـصـدْرِكمْ كالـمِـرْجَـلِ

فـيـمَ الـمَـنـامُ على الـهـَوانِ بِـذِلَّـةٍ
هَـلْ مـال َمُـتْـرفُـكُـم ْلطيبِ المـأْكلِ

إنّـي مـررْت ُعلـى قُـبـور ِشَـبـيـبـةٍ
دخـلـوا بـجُـرْحٍ نـازفٍ في المَـدْخـلِ

صِـدْق ُالـمَـداخِـلِ لِـلـفِـدا أبْـوابُـهـا
مـاكـان َبـابٌ  لِـلـفِـدا بـالـمُـقْـفَـلِ

رفَـضَ الأبـاة  ُعَـنِ  الـبِـلاد  ِتَـرَحُّـلاً
يـتـشَـبَّـثـونَ بِـأرْضِـهِـمْ كالـجَـنْـدَلِ

وإذا الـعُـداة ُعلـى البِـلاد ِتـهـافَـتوا
أتـكـونُ عـن ْطـرْد ِالـغُـزاةِ بمَـعْـزلِ

و إذا الـعُـداة ُ جُـذورُهُـمْ  مُـمْـتَـدَّةٌ
فَـحَـذارِ مِـنْ  جَـذْرٍ  بِـأرْضٍ مـوغِـلِ

هـذي الأفـاعـي قَـدْ تَـلـيـنُ مَلامِساً
وهي َالسّمومُ وحسْبُ رأي المُرْسـِلِ

لا لَـمْ تَـكُـنْ أرْضـي مَـراحـا ًللْـعِـدا
أبَـدا  ًو مـا كانَـت  ْلِـوَغْـد  ٍأخْـطَـلِ

هـذي بِـلادي سَـوْف يَـبْـقى نهْـرُها
عَـذْبَ الـمِـيـاهِ ويا لَـطيبِ المَـنْـهَـلِ

وهِـي المَـغـاني لابَـديـل َلشَمْسِهـا
شَمْسٌ وما حُـجِـبَـتْ بذاكَ المُـنْـخُـلِ

لـيْـسَـتْ جَـهَـنَّـم ُبالمـقـامِ لأُمَّـتـي
بَـلْ أرْضُ جِـلَّـقَ للـمَـقـامِ فحَـيْـهِـلِ

#عبداللطيف_محمد_جرجنازي

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...