الأحد، 10 ديسمبر 2017

الشاعر مصطفى كردي .. عودة القدس

عدد الأبيات 32
الكامل

عودة القدس

هل ينفعُ الشِّعرُ الحزينُ لقُدسِنا
فتعيدَ أرضًا ضاعَتِ الشُّعراءُ

أم ينفعُ الدّمعُ الكئيبُ ونَوحُنا
والضّعفُ نَوحٌ عاجزٌ وبكاءُ

ماذا يَرُدُّ على الذّليلِ شموخَهُ
إلا شموخًا والشّموخُ لقاءُ

السّيفُ فيه مُحَكَّمٌ في حَدِّهِ
حَدُّ الكلامِ وعزّةٌ وإباءُ

لا يُرجِعُ الشّرفَ السَّليبَ سوى الرّدى
فهو الذي في رَدِّهِ الإرواءُ

شتّانَ بين مُوَلوِلٍ ومُكبِّرٍ
شأنُ الكبيرِ جلادةٌ ومَضاءُ

وحُسامُ حقٍّ لا يُفَلُّ حديدُهُ
والحَسمُ منه مَصارِعٌ ودماءُ

فسبيلُ حقِّ اللهِ سيلُ دمائِنا
وبطُهرِها تتطهّرُ الأنحاءُ

وخيولُ أُسدٍ في صدورِ عدوِّنا
فبوَطئِها تتحطّمُ الأعداءُ

وقلوبُ شعبٍ نُوّرَت برسولِنا
فالقلبُ صبرٌ والرّسولُ ضياءُ

من بعدِها كلُّ الجِسامِ حقيرةٌ
وسيعلمُ الأنجاسُ والحُقَراءُ

أنّا بدينِ اللهِ كنّا أمةً
وبعزِّهِ يتنفّسُ الأحياءُ

عودوا إلى الدّينِ العظيمِ فعظِّموا
فبدونهِ تتبدّلُ النَّعماءُ

ونَسودُ أرضَ اللهِ في تعظيمهِ
يُهدى السّيادةَ سادةٌ عُظَماءُ

أمّا الذين تَقَعَّروا أرضَ المُنى
فبكاؤهم ذُلٌّ عَراهُ غباءُ

يا قومُ قوموا في القيامِ قيامُكم
إنّ القُعودَ مَقامُهُ الضُّعَفاءُ

القدسُ تصرخُ في صميمِ ضميرِنا
والنّاسُ صُمٌّ والضميرُ هواءُ

أنّى لِصُمٍّ أن تُعيدَ سليبَنا
إن كان فيه قيادةٌ عمياءُ

قد وحّدَ الكفارُ فينا نهجَهم
وإذا نظرتَ لنهجِنا فَرُغاءُ

والمسلمون إذا سمعتَ سلامَهم
فالحقدُ يَقدحُ والجفونُ جفاءُ

فكأنَما عاد الزّمانُ بما بنا
لزمانِ جهلٍ أهلُهُ جُهَلاءُ

فالحربُ طاحنةٌ فَدَاحِسُ حَيّةٌ
ولقَتلِها قد سارتِ الغبراءُ

كلُّ المدائِنِ دُمِّرَت ببلادِنا
فكأنّها من هولِها الصّحراءُ

والناسُ عادت للرّحيلِ كبَدوِنا
لكن بها قد ضاقَتِ الأرجاءُ

سُفِكَت دماءٌ لو تَوَجّهَ بعضُها
فلعادَ أقصانا وعادَ رَخاءُ

ما عادَ يحكُمُنا الحكيمُ وحكمُنا
قد حُكِّمَت بحَكيمهِ الأهواءُ

والغربُ صار إمامَنا وخطيبَنا
في وِدِّهِ يتقرَّبُ الخُطَباءُ

واليومَ نرجو من كبيرِ كلابِهم
ألّا يعَضَّ وقد بَراهُ عُواءُ

نرجو ولكن لا يُفيدُ رجاؤنا
لا يُبعِدُ الكلبَ العَقورَ رجاءُ

بالأمسِ أعطينا عظيمَ عظامِنا
والعظمُ في عُرفِ الكلابِ سَواءُ
 
قال الخَسيسُ بأنّ قُدسَ قلوبِنا
مِلكُ اليهودِ فما نهاهُ حياءُ

والكلبُ كالخنزيرِ في تقديرِنا
نَجَسٌ يعيشُ بثَغرِها الأدواءُ

مصطفى كردي

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...