....... رِيحُ الكَرامَة .......
حَتّامَ يُظلمُ شَعبُنا حَتّامَا
ويَذوقُ مِن جَورِ الطُّغاةِ حِمامَا
ويُزجُّ في السِّجنِ العليمُ وذُو التُّقَى
ويُعيَّنُ العاصي الجَهولُ إمَامَا
ويُجَرَّدُ الفرسانُ مِن أسيافِهِمْ
ويُقَلَّدُ النَّذلُ الجَبانُ حُسامَا
وتُهرَّبُ الثَّرَواتُ خارجَ مِصرِنَا
وهُناكَ بِاسْمِ لُصُوصِها تَتَنامَى
ويُجَوَّعُ الشَّعبُ الكريمُ
لِيَسْتَذِلَّ ويَرجوَ
الوُزَراءَ و الحُكَّامَا
والشَّعبُ مخنوقٌ ويَكظِمُ غَيظَهُ
والصبرُ دامَ على الأذَى أعوامَا
حتَّى تَخَلَّلَتِ البِلادَ نَسائِمٌ
فَشَمَمْتُها ، ما أعذَبَ الأنْسامَا
ريحٌ مُحمَّلةٌ شَذًى وَقَرَنفُلًا
عُودًا و مِسكًا ، زَنبَقًا وخُزامَى
ريحُ الكَرامةِ كلُّ حُرٍّ شَمَّهَا
فَتَبَوَّأتْ بينَ الضُّلوعِ مُقَامَا
أمَّا العَبيدُ فلمْ تَلجْ لِأُنُوفِهِمْ
وكأنَّ فِيها عاهَةً و زُكامَا
ريحٌ تَمَحَّصَتِ الصُّفُوفُ بِنَفْحِهَا
وَ زَوَتْ عنِ الوجهِ القبيحِ لِثامَا
ريحٌ عَليْنا كالصَّبَا ، وَعَلَيهِمُ
مِثلُ السَّمُومِ تُكَسِّرُ الأصنَامَا
سَأظَلُّ أحمِلُها وأمْضي مُقبِلًا
لا لنْ أعودَ ولوْ مُلِئتُ كِلامَا
لا لنْ أعودَ ولو وُعدتُ بِمنْصِبٍ
وَ وُهِبتُ شَمسَ الكونِ والأجرَامَا
إنِّي خَرجتُ لِكَي أُناصِرَ أُمَّتِي
لا كَي أُقَلَّدَ مَنصِبًا وَ وِسَامَا
والنَّصرُ بعد الصَّبرِ كانَ مَحلُّهُ
واليُسرُ يُلجِمُ عُسرَنا إلجَامَا
والفِطرُ بعدَ الصَّومِ يَأتي مُنعِشًا
وغُروبُ شمسِ الكَونِ كانَ لِزَامَا
وَمَنِ ارتَوَى بالماءِ بَعدَ صِيامِهِ
حَتْمًا سَيَنْسَى أنَّهُ قَد صَامَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق