حنين!
مضى عهد الصبا ومضى الشباب
ألا نح أيها القلب المصاب
سهام الغدر سددها زمان
تعبنا منه واكتمل النصاب
ومن كان العذاب له حليفا
فإن الحظ سطره كتاب !
حملت هواك يا وطني نشيدا
أردده اذا طفح العذاب
وكنت أراك في حلمي كبيرا
فصرت أراك يكنفك الضباب
فيا لهفي عليك ولهف نفسي
أبعد الأنس يجرحنا الغياب؟
ذكرت أحبة كالطير حاموا
على فيئي وأغصاني وغابوا
وكنت بهم خميلا في اخضرار
فعم الجدب وانتشر اليباب
ألا ليت الحوادث ما دهتنا
ولا الآمال غيبها السراب !
أيا ربع الأحبة أين مني
مجالس كان يملؤها الصحاب ؟
وكيف النخل بعدي كيف أمسى
وهل للطير من بعدي انتحاب؟
وهاتيك الحدائق كيف أضحت ؟
وهل في فيئها هطل السحاب؟
تركناها على عجل وغابت
وغابت عن بصائرنا الهضاب
مسافات وأخيلة وسهد
وأسئلة تحاك ولا تجاب
فماذا بعد هذا العيش أرجو ؟
وإن لمنا فهل نفع العتاب؟
غدا سنعود يدفعنا حنين
ولا بين هناك ولا اغتراب
سنملأ من رضاب الحب كأسا
ونشربها ويغرينا الشراب
على فنن الهوى تشدو طيور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق