الجمعة، 17 يوليو 2020

الشاعرة سعيدة باش طبجي .. حين رفّ الحنين

✨حِينَ رَفَّ الحَنينُ ✨

عَلَى عَتَباتِ القَصيدِ الْتَقَيْنَا 
غَريبيْنِ  عِشْنا الصَّبَابَةَ بَيْنَا

وكُنّا نَصُوغُ عُقُودَ البيَانِ 
بَلاغَةَ صَمْتٍ و عُقْمًا و غَبْنَا

و هَا إنَّنَا  حِينَ رَفَّ الحَنِينُ
هَزَزْنا بِجِذْعِ المُنَى وانْتَشَيْنا

و مَا بيْنَ لَهْفةِ هَمْسٍ وَ هَمْسٍ 
تَفَتَّقَ وَرْدٌ عَلَى شَفَتَيْنَا

ومَا بيْن رَفّةِ حِبْرٍ و حِبْرٍ
 تَهادَى البَديعُ علَى رِيشَتَيْنَا

و بَيْنَ سُطُورِ القَوَافي تَناغَتْ
 حِكايَاتنُا تَنْسِجُ الشَّوْق فَنَّا

و تَغْرَقُ في صَافِيَاتِ النَّوَايَا
وَرِيدًا و قَلبًا و عَيْنًا وأذْنَا  

تَرُومُ النَّقاوَةَ مِلْءَ الفَواصِلِ
مِلْءَ النِّقَاطِ..خُطُوطًا و لَوْنَا

و تَرْتادُ  دَرْبَ الخَيَالاتِ ثَمْلَى
لِتَخْلِقَ مِلْءَ المَجَازاتِ كَوْنَا

تُدَنْدِنُ مِلْءَ اليَرَاعِ بُحُورًا
أهَازيجَ لحْنٍ يُغازِلُ لَحْنَا

ومِلْءَ المَحَاجِرِ تَرْصُدُ أفْقًا
فَيَهْفُو الحَنِينُ بِحُلْمٍ عَلَيْنا

وَ مِلْءَ الحَنَاجِرِ تَصْدَحُ بَوْحًا
فيُهْدِي الصَّدَى رَجْعَ شَوْقٍ إليْنَا

و تَكْتبُ حَاءً و بَاءً  بِنُورٍ
يُجَمِّلُ جِيدَ القَوافِي لُجَيْنَا

فَنُبْحِرُ عَكْسَ اتّجَاهِ المَنايَا
و نَرشُفُ بالشِّوْقِ سَلْوَى و مَنَّا

و يَجْمَعُنا الشِّعْرُ تَرْنِيمَتيْنِ
وهَمْسَةَ حَرْفٍ لحَرْفٍ تَغَنَّى

و نَفْحَ حَنينٍ و بَوْحَ عِتَابٍ
لحَرْفٍ سَهَا أوْ جَفَا أوْ تَجَنَّى

ونَكْتُبُ  فوْقَ خُدُودِ الغُيومِ
رَسَائلَ شَوْقٍ لتُمْطِرِ مُزْنَا

فَحِينًا يُعَمّدُنا الشّْعرُ وَصْلًا
بإِكْسِيرِ  بَوْحٍ يُبَلْسِمُ  دَنَّا
 
فَنَرْسُمُ  للفَرْحِ تَبْسِيمَتَيْنِ 
وَ تَعْوِيذَتيْنِ  لِنغْتالَ حَيْنَا

وَ حِينًا تَثُورُ شُجُونُ القَوافِي
فَنَعْزِفُ لَحْنًا يُمَوْسِقُ حُزنَا

وَ نُرْسِلُ للرّيحِ  تَنْهِيدَتَيْنِ
إِذا هَلَّ اَهُ الحَنِينِ عَليْنْا

يَعُبُّ المِدَادُ دُمُوعَ التَّلاقِي 
فَتَسْرِي الطَّلاوَةُ فيهِ الهُوَيْنَى

ويَنْبَجِسُ المَاءُ بَينَ القَوَافِي
يُرَوِّي اشْتِيَاقَ الوَرِيدِ المُعَنّى
 
و مَابَيْنَ سَطْرٍ و سَطْرٍ رَبيعٌ
يُضَوِّعُ اؔسًا و يَهْفُو إليْنَا

و رَغْمَ عُهُودِ النَّوَى و التَّجَافِي
بِمَهْدِ القَريضِ سَعِدْنا و عُدْنَا

و فَوْق وِسَادِ القَوافِي تَلاقَى
أُذيْنٌ يَضُخُّ بِدِفْءٍ أَُذَيْنَا

^^^

مِنَ اليَوْمِ لَنْ نَرْشُفَ الكَأْسَ جَمْرًا
وَ لَنْ نعْزِفَ اللَّحْنَ غُرْمًا وَ غَبْنَا

ولَن نَقْبلَ العِشْقَ بَيْنًا و هَجْرًا
و لا الشِّعْرَ سُوقَ بَوَارٍ وَ مَيْنَا
 
سَيغْدُو القَصيدُ مَواسِمَ عِشْقٍ :
دِثارًا و دَارًا و قلْبًا و عيْنَا

ويَكْتُبُنا الحَرْفُ في سِفْر خُلْدٍ
 بِعَهْدِ المَحَبّةِ دِينًا و دَيْنَا.

                       (سعيدة باش طبجي*تونس)

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...