(مسافة الشعر)
للشعرِ بابٌ فادخلوا منْ بابهِ
إنّ التسلّقَ ليسَ منْ أبوابهِ
الشعرُ إنضاجٌ لفكرةِ شاعرٍ
يأتِي فيعصرها على أعتابهِ
والشعرُ معنًى ، خمرهُ بمجازهِ
لا تسكبوا خمراً بلا أكوابهِ
الشعرُ في فقهِ المجازِ كأنّهُ
عصفٌ من اللاشيء في إغرابهِ
وهو اكتظاظُ الحُسنِ بالمعنى كما
يكتظُّ ثغرٌ ناصعٌ برضابهِ
إنّ المجازَ مسافةٌ يمشي بها
من يوهمُ الآتي هنا بذهابهِ
...
مرّتْ بهِ ، إذ راودتهُ كأنّها
حوريةٌ تمشي على أهدابهِ
هيَ حاورتهُ ولمْ يكنْ يدري بما
سيحلُّ إذ أنّ الجوى أزرى بهِ
همّتْ بهِ ، حتّى غوتهُ بحسنِها
فأجابها مُسترسلاً بخطابهِ
حتّى هوى وبدا يفتّشُ سائلاً
من أنتِ ؟ "كانَ حضورهُ كغيابهِ"
يبدو غريباً والأسى أضحى لهُ
وطناً وصارَ الهمّ منْ أسبابهِ
لكنْ تمالكَ شِعرهُ حتّى أعا
دَ سؤالهُ ، والصمتُ دونَ جوابهِ
قالتْ : أتيتكَ فكرةً لتحيلني
شعراً يذوبُ الناسُ في محرابهِ
أوحتْ إليهِ قصيدةً أبياتها
تمتدّ بينَ سرابها وسرابهِ
بجوابها أحيتهُ لكنّ الرؤى
تبكي خيالَ الشعرِ مُذْ سيّابهِ
قمْ واندبِ السيّابَ أنشدَ قائلا :
واحزنْ على لغةِ المجازِ ببابهِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق