لِمَ الفطام ؟
ما لي إذا هبّتْ نسـائمُ طيـفهِا
فاضتْ على خَفْقِ الفؤادِ الأدمُعُ
وتوسّد الجـفنُ القريـحُ مدامعي
وتئـنّ من حـرّ الدمـوعِ الأضلعُ
والدّمعُ يأبى أنْ يفارقَ مُقْلَتي
والآهُ بينَ أضالعي لا تهجَعُ
أنا طائرٌ مازلتُ أحلمُ باللّقا
وصَدى أنيني كلَّ يومٍ يَرْجعُ
قد كنتُ أمرحُ في الغصونِ وزهرِها
أشدو إذا غنّى الهوى والأفرُعُ
هيَ وردةٌ فوّاحةٌ تغفو على
مَتْنَيْهِ ؛ليلًا بالحشاشةِ تَرْتَعُ
يحلو النّسيمُ إذا تمايلَ قَدُّها
فالعطرُ من خطواتِها يَتَضوَّعُ
يغدو جناحي بالمودّةِ مُثْقَلًا
وكذا فؤادي بالمحبةِ يَتْرَعُ
أنا طائرٌ نسجَ الغرامُ حكايتي
قد كنتُ في حضنِ الهوى أتربّعُ
أمّا وقد سارتْ وأبقتْهُ هنا
في لجّةِ التّهيامِ صبًّا يخضعُ
ما كلّ ذكرى تستميلُ بطيفِها
إلا على أطيافِها يَتَلَوَّعُ
لم يبقَ في روضِ المحبّةِ زهرةٌ
رحلَتْ ودربي في نَواها بَلْقَعُ
يا مَنْ تهاوَتْ من جَواها أدمُعي
فَلِمَ الفطامُ وذا فؤادي يَرْضَعُ ؟
أدهم النمريني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق