أربكْتَ حرفي حين لحْتَ لناظري
ووقفتَ عند السّطرِ مثل السّاحرِ
فتسارعتْ نبضاتُ شعري تحْتَسِي
أنخابَ معنى يستبيح دفاتري
وعلى البياضِ اختلَّ رقْصُ الْحبْرِ مذْ
غازَلْتَهُ .. فاُرْتَدَّ نحْو محابري
مُتَوَرِّدًا .. حارَ السّوادُ بأمرِهِ
ومَضى يتمتمُ مثل موجٍ هادِرِ
أمّا الأصابع .. لا تَسَلْ عنْ حالِها
خجلٌ ورجْفٌ .. واُسْتِعارُ مَجامِرِ
حينًا تَشَابَكُ .. بعد حين تختفي
حينًا تُلَوِّحُ للذّهولِ بخاطِري
والصّوتُ .. كيف الصّوت؟ .. أين تركته؟!
والصّمتُ أطبقَ حين ضمَّ مشاعري
واللّيل أرْهفَ للشُّمُوعِ حنينَهُ
ومضى يسامرُ كُحْلَ طرْفي السّاهرِ
سكتَ الكلامُ .. وراح يقْفُو ظلَّهُ
في هيْبَةِ الزَّوْرِ الجميلِ الآسرِ
مَنْ قال أحتاجُ الكلامَ .. فما الذي
يسْطيعُهُ في مدِّ عطرٍ فاخرِ
يا أيّها المحتلّ أنفاسَ المُنَى
فيك انبعاثي .. في عيونك آخِري
يا منْ يزيدُ حضورُه بغيابِهِ
أرسِلْ تباشيرَ اللّقَا لنَواظِري
أَتُراكَ تُدْرِكُ حجمَ ما ألقى هنا
أتُراكَ تُدْركُ فيك حجمَ خسائري
ما زلتُ قيْدَ الوهلةِ الأولى .. أنا
مُذْ لاحَ طيفُك .. ما بَرِحْتُ دَوائِرِي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق