لمَ اجتَهدتَ لكسرِ القلبِ بالبَينِ
وكنتَ منّي لعيني قابَ قوسَينِ ؟!
لمَ البعادُ وفوقَ البعدِ تعذلني
حتّى تزيدَ لِيَ البلوى بلاءينِ
في رحلةِ الحبّ ما استرشدتُ خارطةً
إلا ضَللتُ وزاغت بالرؤى عيني
فلاحَ طيفٌ بأفقِ الروح ينصحُ لي
ودمعُ عينَيَّ يجري مثل نهرينِ
يدندن البوح والإحساس أبلغني
لم يخلق الله في الإنسان قلبين
لاترهقِ الحبَّ في منفى مخاصمةٍ
لينتهي برزخاً ما بينَ بحرينِ
الحبّ ماءٌ لجرحِ الروحِ يغسلهُ
فيه النّقاءُ من الأدرانِ والشَّينِ
صيَّرتُ حبّي كنبعِ الخير أبذُلهُ
وصِرتُ حاتمَ لا أخشى منَ الدَّينِ
وهَبتُ قبلي وبعدي دونما وجلٍ
وقد بذلتُ لهُ قلبي بهاتينِ
يا ليتَ يعلمُ ما يلقاهُ عاشقهُ
من حرقةِ الآهِ أو من وطأةِ الحَينِ
لأقطفَ الطّهرَ من أنوارِ كوثَرهِ
ويستحيل ضياءً في سراجَينِ
كلا الحبيبَينِ إنْ ذابا بوجدهما
وشعَّ نورُهما صارا ملاكَينِ
بقلم أبي الحسن محب سوريا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق