((...لستَ ترويني...))
عاتٍ هوَ الموجُ، و الأمواجُ تغريني
و مركبي خشبٌ، والنَّاسُ منْ طينِ
أخشى عليهمْ، مياهُ البحرِ ترجعُهمْ
لأصلِ حمأتهمْ، كالبدءِ مسنونِ
و البحرُ يقذفُني في كلِّ ناحيةٍ
و ماؤهُ مالحٌ، كالجمرٍ يكويني
يا بحرُ إنَّكَ مثلي تحتوي درراً
لكنَّ درَّكَ يغني عنْ ملاييني
أيقنتُ أنَّكَ تغوي منْ تعاندُهمْ
قدْ أنفقوا عمرَهمْ مثلَ المجانينِ
لكَ الشَّواطئُ ملأى ليسَ يتركُها
إلَّا الذينَ أبوا شمَّ العرانينِ
قصيدةٌ أنتَ لا بحرٌ يماثلُها
و لا القوافي بوزنٍ أو بتلحينِ
و لا أهابك بلْ أنتَ الذي أبقتْ
منهُ المياهُ سحاباً في كوانينِ
مهما عطشتُ فلنْ تحظى بمزودتي
يا بحرُ لستَ الذي بالماءِ ترويني
عَبْدُالرَّزَّاقِ محمَّدُ الْأَشْقَرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق