الأحد، 19 أبريل 2020

شاعر النيرب مجد أبو راس .... يا حادي الحلم

من أرشيفي. في معارضة ابن زيدون
أضحى التنائي

(((   يا حادي الحلم)))

يا حادي الحلم أنت المبتلى فينا
أجهدتَ نفســك في دنيا أمانينا

بنيتَ صـرحاً من الآمالِ من ذهـبٍ
حتى استوى فغدا من سعينا طينا

أكنتَ تأملُ أنّ الحلمَ يسعدنا
و ما علمتَ بأن السعدَ يشقينا

أنخْ رحالكَ في صحراء حاضرنا
و اتلُ التعاويذَ فالأشباحُ تضنينا

و اجلبْ نداكَ فقد جفَّت مرابعنا
و اليوم عادت كما كانت بوادينا

و كلُّ أوسٍ بكتْ من ظلم خزرجِها
ولا نـبـيٌّ يـؤاخـي  بـيـنهم  ديـنـا

و نحن في السَرحِ أنعامٌ مُقَيَّدَةٌ
أدمتْ معاصمَنا أغلالُ حادينا

و قام فينا كبيرُ القومِ يخطبنا
و النار في يده تكوي نواصينا

بقيةٌ من رؤى التابوت تحملها
ملائكُ العصرِ من آثار ماضينا

اليوم عادت و فيها صرتُ سيدَكم
تقضي بقتل الذي يأبى و يعصينا

و أنكم مبتلونَ اليومَ في نَهَرٍ
من الدماء فمَن وافاه يرضينا

لأننا سطوةٌ في الحكمِ قابضةٌ
و الكلُّ عُبٌْد لنا فلترغبواا فينا

رحماكَ ربِّيَ هلْ صارَ الشرابُ دما
أينَ السكينةُ في التابوتِ تحمينا

و أيُّ عـلـمٍ تجلَّى في فخامتـهِ
بلْ أينَ طالوتُ للثوراتِ يُصلينا

تغيَّرت سَُننُ الماضين وا أسفاً
على زمانٍ تـوارى ذكـرُه فـيـنا

يا حادي الحلمِ كفُّ الخيرِ قد يبست
و اسـتحوذَ الشرُّ عرشاً في نواصينا

و أظلمَ الكونُ في أرواحنا أبداً
فليس يُشرقُ في فارانَ أو  سينا

أدِرْ كؤوسَ المنايا و اروِ  أفئدةً
رغمَ الحياة ترى في موتها لينا

و لا تُحدِّثْ عن الأيامِ في زمنٍ
كنَّا به ســـادةً والـكـلُّ يُطرينـا

فقد ســَلونا عـناقـيـداً مذللـةً
وقاصراتٍ يُمَتِّعْنَ الرؤى عِينا

أيامَ كان نبــيُّ اللـــهِ رائـدَنا
و صحبُهُ أنجماً كنّا الميامينا

لما هَصرنا ستارَ الشمسِ مشرقةً
أنارت العالمَ الغـربـيَّ و الـصـيـنا

أيامَ كُنا وعينُ القَطرِ في يدنا
نُسبُِّح الـلـه إجلالًا فيعـطـيـنا

و نركـبُ الريــحَ إعصاراً لغايـتـنا
ونعصرُ الصخر إن شحَّت غوادينا

أيـامَ بـدْرٍ و يـَرموكٍ  و قادســـةٍ
لمَّا ظهـرنا و كـنا جُـنـدَ حِطـيــنا

نُثيبُ سعيَ الذي يرقى بأعيننا
و نُعملُ العدْلَ في حقِّ المُسيئينا

و نحملُ الهمَّ عن أكتافِ صاحبه
و نكظم ُ الغيـظَ إكـراماً لبـارينا

نُصيبُ من فرحِ الدنيا بلا مرحٍ
و إنْ يُحَمَّ الردى كنا قرابـيـنا

يا حادي الحلم أيُّ الحلمِ يُسعفنا
بعدَ الجراح التي أدمت مآقينا

لا يأسَنُ الماءُ إلا في تكدُّره
و ليسَ يأْفلُ نجمٌ كانَ عِرْنينا

شاعر النيرب مجد ابوراس

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...