(ألف شُكر للظروف)
بطشَ الزمانُ بفرحتي وسلامي
وتمنَّعت عن نيلها أحلامي
فجعلتُ أنتظرُ الربيعَ لعلني
بالغيمِ أهجرُ حسرتي وضرامي
وصبرتُ في ظلِ الأماني حقبةً
والحزنُ يغمرُ صحوتي ومنامي
حتى إذا حضرَ الربيعُ وجدتني
أشكو الهجيرَ وغيبةَ الأنسامِ
فتيقنَ القلبُ الجريحُ بأنني
يوماً سأرفعُ رايةَ استسلامي
فاليأسُ فوقي والفتورُ يلفني
والخوفُ خلفي والأسى قدامي
أمشي هلوعاً في طريقِ مخاوفٍ
ورفيقُ دربي وحشتي وظلامي
رفقاءُ دربي قد تنصلَ ودهم
لما طُعنت بخنجرِ الأيامِ
رحلوا جميعاً إذ رأوني باكياً
والروح تشكو سطوة الآلامِ
فعلمتُ أني بالعذابِ مخلدُ
من غيرِ صفحِ اللهِ عن آثامي
وشكرتُ ألفاً للظروفِ لأنها
كشفتْ إليَ معادنَ الأقزامِ
فعرفتُ من يهب الودادَ بصحتي
ويبيعُ ودي لحظةَ الأسقامِ
يوسف القامشابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق