الأربعاء، 22 أبريل 2020

الشاعر عبدالعزيز الصوراني .. إلى متى.....

إلى متى.....

كَفُّ الفَناءِ على الكُهُولَةِ رَبَّتا
مِن ثمَّ قالَ أيا عُبَيدُ إلى مَتَى

فأجبتُهُ تأتي المَنايا بَغتَةً
والقَمحُ يَومَ حَصادِهِ لَن يُبغَتا

ماذا يُفيدُ الرَّبتُ آخِرَ شَهقَةٍ
إن كُنتُ بَينَ المِيتَتَينِ مُشَتَّتا

مالفَرقُ بَينَ القَبرِ دُونَ مَنِيَّةٍ
والقَبرِ إن كانَ المُفارِقُ مَيِّتا

في آخِرِ الأنفاسِ أُبصِرُ وَردَةً
مِن دَمعِ شُبَّاكٍ يُراقِصُها الشِّتا

أرنُو لِبابِ الدَّارِ إذ يَحلُو لَهُ
قَولُ الصِّغارِ مَعَ الضَّجِيجِ أبِي أتَى

للبابِ شَجوٌ ما فَهِمنا بَوحَهُ
حَتَّى سَمِعنا اليَومَ لَحناً مُلفِتا

مِن دَرفَةٍ تَشدُو  كنَوحِ رَبابَةٍ
ما إن تَشي بالحُزنِ حَتَّى تُكبَتا

مازِلتُ أُومِئُ في الزُّقاقِ لطِفلَةٍ
مِن خِدرِها اختارَ البَنَفسَجُ مَنبَتا

وأعِيشُ في دَورِ المُتَيَّمِ قِصَّةً
أبقَت حُرُوفِي دُونَما أن تَبهَتا

نَبَتَت على شَفَتِي حَديقَةُ سُكَّرٍ
حِينَ ارتَشَفتُ الشَّهدَ حَتَّى أنعَتا

تِلمِيذَةٌ عِندِي حُرُوفُ قَصائِدي
لَكِنْ إذا وَجَّهتُها لَن تُنصِتا

ما كانَ للطِفلِ المُشاغِبِ في دَمِي
إن صُودِرَت ألعابُهُ أن يَصمِتا

إنِّي خَرِيفٌ عابِرٌ وبِمُقلَتِي
كادَت نَوافِذُ حَيِّنا أن تُنحَتا

قَبَضَت عَلَيَّ كُهُولَتِي مُتَصابِياً
لَكِنَّ غِرَّاً مِن عُيُونِي أفلَتا

الآنَ أُبصِرُ في الحَدِيقَةِ زَهرَةً
تُهدَى لتِلكَ البِنتِ مِن ذاكَ الفَتَى

يا دارُ كَيفَ لِمَن دَنا مِن حَتفِهِ
ورآكِ في سَكَراتِهِ أن يَثبُتا

أحتاجُ عُمراً لا يُكَدِّرُهُ الرَّدَى
أحياهُ دُونَ الشَّهقَتَينِ لأسكُتا

عبدالعزيز الصوراني

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...