مشاركتي
مسابقة شاعر عكاظ 26
(((((*)) حديقة بيتي ((**)))))
سقى الله روضا من صبيب السحائب
جداية مزن من عيون المذانب (1)
سقاها الحيا سقي العرمرم للربى
فأحيا بسقياه خمول الترائب
وعهدي بها عهد المحب لجنة
تموج بها الأفياء من كل جانب
فكم ظللتني في الهجير بفيئها
وكم آنستني مثل بعض الحبائب
وكم داعبت أزهارها نبض خافقي
وكم باعدت بيني وبين النوائب
وكم قربت مني الصبابة والهوى
كأن الهوى من سندس والرغائب
غرست بها غرس المودة والهنا
وروضت فيها كل غصن وسائب
وغازل فيها كل غصن فراشة
وقبلت الأزهار رغما بثاقب
كأن رحيق الزهر في بثلاته
رضاب لثغر مفعم بالعذائب
إذا أشرق الفجر المهل بروضها
لغرد فيها كل شاد وناعب
فبددت الشمس اكتئاب أزاهر
وأصبح فيها الطير يشدو كراغب
ولاعبت النوار عند اصطباحه
كأن لها في الروض بعض الملاعب
وإن ما أمالت للمغيب تمايلت
وريقات ريحان تمايل عاتب
تودع شمسا مثل توديع خلة
وتستقبل الليل الطويل كصاحب
وإني سمعت العتب أثناء جولتي
بها ورأيت الدمع بعد التعاتب
إذ اعتلت الأوراق قطر من الندى
وصار اخضرار الغصن غير مناسب
فإن غابت الشمس استفاقت ضفادع
تنق بصوت مستبد وصاخب
وأما الصراصير التي تعشق الدجى
تناجي بصوت للدجى شدو طارب
كأن سكون الليل راق حواسها
فأنشأت التحنان أو في التخاطب
أذا خالط التصفير نق ضفادع
سمعت ضجيجا بين شد وجاذب
ولم أنثر الأشجار أثناء غرسها
فقد جاء غرس النوع حسب تجاربي
فسورتها بالنخل من كل جانب
ووسطتها النسرين قرب المشارب
ولم أغفل الدراق والزيزفون إذ
جعلت بها غرسا لبعض الأطايب
فإن نظرت عين المصور للعلا
رأت غصونا وارفات التحابب
تشابكت الأغصان مثل تشابك ال
أكف بعرس عامر بالأصاحب
أشدت بها كوخا صغيرا وترعة
وأجريت قرب الكوخ ماء لشارب
كسيته قرميدا كلون شقائق
كأن به الألوان من خد كاعب
حديقة بيتي يالها من حديقة
كفاني نداها من جميع المطالب
***
المذانب :: مسايل الماء
الشاعر محمود نجار (((حلب))) 5/1/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق