تعوي بك الريح لم تطفئ لك الشمعة
إن أنت أتقنت في إخفائها الصنعة
فكل عين على ذي نعمة حسدت
وصونها بمزيد البذل والركعة
لكل شيء بدا تخفى حقيقته
لمن تهادى لدى الأشياء مصطنعة
لا تعجلن على أمر شرعت به
ففي التريث ما أغنى عن السرعة
واصبر فإنك ما بالصبر تبلغه
غال وحسبك ما أرخصت للسلعة
إن المعاناة في أمر ظفرت به
هي المعين الذي قد فاض بالمتعة
وفي انحدارك إن قاومت صولته
قد حزت من بعده بالفضل والرفعة
وإن ركبت لموج البحر متجها
صوب المحال فثار الموج بالرقعة
سيخمد البحر في الأعماق ثورته
مهما تمادت به الأمواج مرتفعة
واليأس مهلكة للمرء من حذر
أما التفاؤل نعم الغرس والزرعة
وإن بلغت لما ترجوه من أمل
مهما بلغت عظيم القدر والسمعة
كن بالتواضع مشتملا يزدك مدى
أما الغرور مآل المرء للصفعة
وكثرة المال إن وافتك في علل
لا خير فيها وإن أغرت بك النزعة
وإن رزقت مدى الأيام عافية
مع القليل وإن كابدت بالقصعة
هي السعادة لا كنز يعادلها
حتى توافي نداء الله بالشرعة
ولين طبعك خير من قساوته
فالحلم خير طباع المرء لا السرعة
مهما تحصنت بالأسوار مانعة
ما مثل قدرك في الأخلاق من قلعة
محمد طه عرجون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق