يَـا صُـحْـبَـةَ الـطَّـيْـرِ
===========
مَاذَا أَقُـولُ وَ كُـلِّي صـَارَ مُـضْـطَرِبَـا
و َالحَرفُ يَشْكُو لِيَالِي القَهْرِ؛وَ العَجَبَا
مَـاذَا أَقُـولُ وَ أَلْغَـازِي تُـحَـاصِرُنِـي
وَ العَـقْلُ حَارَ بِمَا قَدْ كَـانَ أَوْ وَجـَبَـا
وَ الأَمْسُ يَـرْنَو لِيَوْمِ الغـَدِّ فِي أَسَفٍ
وَ يَـبْـلَـعُ اﻵَهَ بِـالأَوْجَـاعِ مُـكْــتَـئِـبَـا
فَـكَـمْ جِـرَاحٍ بِكَـأْسِي بِـتُّ أَشـْرَبُـهَـا
وَ أَعْجِنُ الصَّـبْرَ زَاداً يَعْـتَلِي الـكُـرَبَا
يَا بُلـْبُلَ الشَّدْوِ بَاتَ الشَّدْوُ فِي كُرَبٍ
وَ النَّايُ شَجْوٌ وَ دَارِي تَشْتَكِي الطُّنُبَا
قَدْ هَدَّمُوا الأَمْسَ وَ انْقَضُّوا بِذَاكِرِتِي
لَمْ يَـتْرُكُوهَـا لِـرُوحٍ تَشْـتَكِي الوَصـَبَا
فَــتِــلْــكَ أَيَّــامـُـنَـا زُوراً تُـرَاوِدُنَـا
وَ تَرْسُـمُ الأُفْقَ فَـنّـاً يُـتْـقِنُ الكَـذِبَـا
كُـنَّـا نُـصَـدِّقُ بِـالآَمـَـالِ تُـنْـعِـشْـنَـا
وَ نُـعْلِنُ الفَخْرَ بِالأَوْطَانِ مُـنْـتَـسـَبَـا
وَ اليَـوْمَ صَـارَتْ لَـنَـا لَـيـْلاً بِلا أَمَـلٍ
وَ كَمْ بَـكَى طَـلَـلٌ بِالجُرْحِ مُـنْـتَـحِبَـا
قَدْ غَـادَرَتْـهُ طُيُورُ الأَيْـكِ مُذْ سَمِعَتْ
قَصْفَ الرَّصَاصِ تَـنَادَى الهَمُّ وَ الْـتَهَبَا
يَا صُحـْبَةَ الطَّيْرِ قَلْبِي العَمْرَ يَتْـبَعـُكُمْ
لِـيُنْشِدَ الشِّعْرَ وَ الأَلْحَـانَ وَ الطَّـرَبَـا
فَسَـامِحُونِي فَـقَـلْبِي قَدْ غَدَا مِـزَقَـا
وَ صَـحْنُ دَارِي خَـلاءٌ بَـاتَ مُـغْـتَـرِبَـا
هُـنَـاكَ عُمْرِي وَ أَحْلامِي وَ مُرْتَـكَزِي
بِـكُـلِّ رُكْـنٍ بَـنَـيْـنَـا لِلْمُـنَى سـَبَـبَـا
أَيْـنَ الصِّغَـارُ وَ لَهْوٌ لا اِنْـقِـطَـاعَ لَـهُ
وَ رَوْضَتِي تَمْـنَحُ التُـفَّـاحَ و العِـنَـبَـا
وَ كَـأْسُ شَايِي وَ قَدْ بَاتَتْ مُعَـطَّـلَـةً
مَكْسُورَةَ الحَرْفِ أَيْنَ اليَوْمَ مِنْ شَرِبَـا
مَا عَاد يُـغْرِي مِنَ النَّـعْـنَاعِ نَـكْهَـتُـهُ
فَالفِكْرُ مُـنْشَغِـلٌ قَدْ بَـاتَ مُـحْـتَرِبَـا
كَانَ اِبْـتِـسَامُ الرِّضَا رَوْضاً يُـؤَانِسُـنَـا
أَضْحَى عُبُوسُ الضَّنَى بِالهَمِّ ّمُـنْقَـلِبَـا
يَا بُلْبُلَ الشَّدْوِ قُلْ لِي كَيْفَ مُؤْتَنَسِي
وَ كَيْفَ حَـالَتْ هَـنَـاءَاتُ الحـَيَاةِ هَـبـَا
إِنِّـي لأَنْـظُـرْ لِـلأَشْـجَـارِ يُسْعِـدُنِـي
رَبِيعُـهَا البِكْرُ رَوحٌ ؛ و الغُصُونُ صِبَـا
يَـا أَيُّـهَا البَغْيُ كُفَّ يَـدَيـْكَ عَنْ دَمِنَـا
وَ حَسْبُـنَا اللهُ فِي مَنْ صَارَ مُغْـتَصِبَـا
========
عارف عاصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق