( حديث مع الروح )
قَد غادَرَ الشُّعَراءُ نَبضَ قَصِيدِهِم
لُغَةُ البَيانِ تَفُوحُ مِنها عاطِرَهْ
غابَتْ كَأَنسامِ الرَّبِيعِ حَمامَةٌ
وَقَصِيدُها يَبكِي الدُّرُوبَ العاثِرَهْ
هِيَ نَبضَةٌ وَحُرُوفُها تَحكِي الهَوى
وَبُحُورُها ثَكلى تُوَدِّعُ حائِرَهْ
خَنساءُ ثَكلى وَالرَّزايا ثَوبُها
فِي شِعرِها مَوتٌ يَشُقُّ الخاصِرَهْ
أَشعارُها جابَتْ بِلادَ العُربِ مِن
يَمَنٍ إِلى بَغدادَ تعدو القاهِرَهْ
يَجتاحُها وَجَعُ اليَتامَى وَالنَّوى
وَتَمُوتُ شَوقًا وَالجِراحُ مُكابِرَهْ
هِيَ اِبنةُ الأَشعارِ تَوأَمُها النَّدى
هِيَ دُرَّةٌ بَينَ اللآلِئِ نادِرَهْ
يا نَبضَةً فِي الصَّدرِ أَوجَعَكِ الرَّدى
وَاختارَ مِن بَينِ الحَمائِمِ طائرَهْ
حَتَّى النَّوارِسُ هاجَرَتْ مَوجُوعَةً
وَالنَّبضُ يُنزَفُ كَالجِراحِ الغائِرَهْ
بَكَتِ الشَّوارِعُ وَالسَّماءُ شَجِيَّةٌ
دارَتْ عَلى دُنيا الحَبِيبِ الدَّائِرَهْ
هَذا فِراقٌ فِيهِ نَندِبُ حَظَّنا
وَالنَّهرُ يَبكِي وَالضِّفافُ مُسافِرَهْ
فَلْتَبكِها دَيرَ الهَوى هِيَ نَخلَةٌ
هِيَ نَجمَةٌ كَانَتْ بِلَيلِكَ زائِرَهْ
بَكَتِ النَّيازِكُ وَالشُّمُوسُ تُوَدَّعَتْ
حَتَّى أَمِيرُ الشِّعرِ يَرثي شاعِرَهْ
يسرى هزاع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق