الأربعاء، 5 فبراير 2020

الشاعر د. فواز البشير .. أيها الشاكي

الطفل الذي كنته قبل أربعين سنة رآني اليوم فأخذ يحاورني ويقول لي :

أيّها الشاكي من الأسقام ِلا تنظر إليّ
لم تعد شيئاً جميلاً باسماً في ناظري
كنتَ أحلاماً أنارت عتمةَ الليلِ لدي
ثم َّأصبحتَ ككابوسٍ وقيدٍ في يدي

عندما كنتُ صغيراً كنتَ لي شمسَ الصباح
وبدا لونُكَ في حلمي كحقلٍ من أقاح
بسمةً تملأُ روحي كعبير ٍ في وشاح
وإذا بي مثلُ صيدٍ حين أعيتني الجراح

كنت ُ عصفوراً على الألحانِ أسري وأطير
وغديراً يحضنُ الريحَ إذا ملَّ المسير
وحنيناً ليسَ يُنسَى و جنوحاً في هدير
كيف أصبحتُ بأيامي وأحزاني أسير

ليتها ما فارقت نفسي بلادَ الأمنيات
ليتها ظلت لأحبابي ابتساماً وحياة
ليتها ظلت ضياءً في الليالي الباقيات
ها أنا الآنَ وحيدٌ  في ضياعٍ وشتات

آه كم قد أتعبتكَ الريحُ والدربُ الطويل
وأذابت قلبكَ المحمومَ أصواتُ الصهيل
ولوتكَ الشمسُ بالآلامِ والليلِ الثقيل
ورماكَ البؤسُ خلفَ السورِ كالعبدِ الذليل

أترى شمسكَ تمضي  كسحابٍ للغروب
أم تراكَ اليومَ بعد القهرِ تسعى للهروب
أم تراخيتَ وقد أُنهكتَ في الجو الكئيب
لم تكن من قبلُ ترضى بالتراخي والنحيب

ربما أفضلُ أن ترتاحَ في بحر الظلال
خلف غيمات السما بين الروابي و الجبال
بين صحو ومنام بين ذكرى وخيال
في سديمٍ رائعِ الحسنِ وكونٍ من جمال

د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
ملاحظة :القوافي كلها ساكنة

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...