الجمعة، 14 فبراير 2020

الشاعر ياسر فايز المحمد ... طيف أبي

طَيفُ أبي...

عندَما يَذوي المَساءْ
في عُيوني الخابِياتْ
يَدلفُ الماضي السَّعيدْ
منْ ثُقوبِ الذِّكرياتْ

ألمَحُ الطَّيفَ الحَنونْ
مِنْ مَنافي الغَيبِ يَأتي
يَرتمي في حِضْنِ صَمتي
ساكباً وُدًّا وَعَطْفاً
وربيعاً
يملأُ الرُّوحَ انْتِشاءْ
حاملاً صوتَ بلالٍ
يا لَإرثِ الأنبياءْ

وَ يُناديني بدِفءٍ
فأخالُ الصَّوتَ ناياً
وعصافيرَ تُغَنِّي
تعبرُ الصَّدرَ الحزينْ
فَتُحيلُ النَّبْضَ سرباً مِنْ حنينْ
يملأُ الكونَ ظِباءْ

يا أبي طالَ انتظاري
لِرَسولٍ منكَ يأتي

يُخبُرُ القلبَ اليتيمْ
عن مواعيدِ الرُّجوعْ

تاهَ في مَنفاكَ ظِلِّي
فاعبُرِ الوَهمَ وقلْ لي
كَيْفَ يرفو  الوَهْمُ حُزْنَ الأنقياءْ
يا أبي زادي نَحيبْ
ونَشيجٌ ودُموعْ

يا أبي غُصني تعَرَّى
ويمامُ السَّعدِ فَرَّا
واستحالَ الشُّهدُ مُرًّا
و غَدا دَربي ظلامْ
فاسقني ماءَ التَّجَلِّي
واملأِ الرُّوحَ ضياءْ
واروني مِنْ نَهجِ فِكرٍ
سَمتُهُ دَربُ السَّماءْ

يا أبي شاخَتْ خُطايا المُرهقاتْ
وقطارُ العُمْرِ أَدماهُ الطَّريقْ
و الأغاني الخُضْرُ باتَتْ في سُباتْ
مَنْ يُواسيني إذا عَزَّ الرَّفيقْ
و بنى الدَّهرُ بقَلبي ألفَ جُرْحٍ
ألفَ حُزنٍ
ألفَ قَهْرٍ يَستبيحُ الكبْرياءْ

   
ها رياحُ الفَقْدِ أحْنتْ قَوسَ ظَهري
و الحنينُ الجمرُ  يَكوي طيرَ صَدري
بيدري أمسى هَباءْ

مُدَّ كَفًّا يا حبيبي هَدهِدِ القلبَ الحزينْ
وانتظرني خَلْفَ جفنِ الحلمِ
نَستَجدي  اللقاءْ
يا أبي مازِلْتُ أرجو
طَيْفَ أُنْسٍ في المساءْ
بَعضَ طَيْفٍ إِنْ يُعانِدْني الَجفاءْ

ياسر فايز المحمد- سوريا-حماة

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...