الجُروحُ الدَّامِية :
إنَّهمْ رغْمَ مُحَاوﻻتِهمْ البائِسَة
لوَأدِ أحْرُفيْ وكلِماتي ...
وقَتْلِ بنيَّاتِ فكْريْ وتَطَلُّعاتي ...
وزَرْعِ اﻷشْواكِ في طَريقي ...
ونَصْبِ الحَواجِزِ والعراقيل
أمامَ مَواهِبي وقُدُراتي ...
إﻻ أنَّهُ سَيُشرِقُ لها صُبْحٌ تَخْرَسُ له
أفْواهُ العُذَّال ...
ويَشْرَقُ بها رِيقُ حنَاجِرِهِمْ عند سُطوعِ شَمْس ذلك النجاح بإذن الله ، فأقول :
مَا بالُهُمْ حطَّموا في دَاخلي اﻷمَﻻ
وأَحْدَثوا فيْ مسَاريْ ذلكَ الخلَﻻ
ما بالُهُمْ حطَّموا جُدْرانَ خارِطتي
وحَجَّموا صُورَتيْ كَيْ أَلثُمَ الوَحَﻻ
مَا بالُهُمْ كَسَّروا أقَﻻمَ مكْتَبتي
ومزَّقُوا رِيْشَتي كَيْ أهجُر َالمُثُﻻ
ما بالُهُمْ حَطَّموا في الرَّأْْي محْبَرَتي
وجَهَّلوا فِْكْرَتي كَيْ أقْبَلَ الزَّلَﻻ
ما بالُهُمْ أوْثَقُوني حينَما انْطلقَتْ
رِجْلايَ تسبِقُ في أهْدافِها زُحَلا
ما بالُهُمْ صَغَّروني حينَما صَغُروا
وقصَّروا قَامَتيْ لمَّا غدَتْ جَبَﻻ
ما بالُهُمْ ضعَّفُوني حينَما ضَعُفوا
عنْ كُلِّ أمْرٍ جَليلٍ يُحْرِجُ الجُهَﻻ
ما بالُهُمْ حطَّمُوا إحْسَاسَ عَاطِفَتي
وحَطَّموا كلَّ وجْدانٍ بيَ اتَّصَﻻ
ما بالُهُمْ أحْرَقوا أوْراقَ أزْمِنَتي
فيْمَا مَضَى وأرَوْني في الرَّدَى نُزُﻻ
ما بالُهُمْ أخْمَدوا في النَّفْسْ جَذْوَتَها
وأطْفَأوا شَمْعَتيْ لمَّا انْتَشَتْ أمَﻻ
ما بالُهُمْ أشْعَلُوا في القَلْبِ حَسْرَتَهُ
وأشْعَلُوا نارَ حُزْنٍ تُورثُ العِلَﻻ
ما بالُهُمْ أوْقدوا لي نارَ معركةٍ
كيْ يَحْرِقُونِي بِها أوْ أبْلَُغَ اﻷجَﻻ
ما بالُهُمْ زرَعُوا اﻷشْوَاكَ في شَفَتي
سَعْياً بِذاكَ ﻷنْ ﻻ أَلفِظَ الجُمَﻻ
أكُلُّ هَذا ﻷنِّي ﻻ أوَافِقُهم
على مُرادَاتِ نهْجٍ يقْمَعُ الفُضَﻻ
ظَنُّوا بأنِّي ضَعيفٌ عَنْ مُقارَعَةٍ
وَأنَّني فيْ رُدودي لمْ أعُدْ جَزِﻻ
وما دَرَوا أنَّني لا زِلتُ مُحتفِظا ً
بِرَايَتي وَهَصُوراً لمْ أكُنْ حَمَلا
و أنَّني لمْ أزَلْ أنْأَى بمنزِلَتي
عَنْ كلِّ جَهْلٍ لهَذا أتْرُكُ الجَدَلا
فلَنْ أُحقِّقَ فيْ الدُّنْيا مآرِبَكُم
وإنَّ شِعْريْ سَيَحْكي كلَّ مَا حَصَﻻ
مهْمَا صَنَعتُمْ وَحُكْتُمْ فيْ مَخَابئِكُم
مَكْراً فنَصْرُ إلهيْ يُسْعِدُ النُّبَلا
وسَوْف أبْقَى عَلَى الرَّحْمَنِ مُتَّكِﻻ
ما خَابَ عبْدٌ عَليهِ ظلَّ متَّكِﻻ
الثﻻثاء 3/ربيع اﻷول /1437هجرية
بحي المروة - جدة
بقلم الشاعر /
أبي رواحة عبدالله بن عيسى آل خمج الموري
وفقه الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق