الأحد، 19 يناير 2020

الشاعرة سعيدة باش طبجي ... دوالي الشوق

هدیتي الشّعریة الی أمّي في ذکری موتها العاشرة:
عشر سنوات مرّت على موت أمّي( 18*1*2010) و الذّكرى مازالت حيّة نابضة حارقة و كأنّها البارحة...شوقي اليك يا امّي يؤرّقني و حرماني منك يحرقني لكنّك منحوتة في اعماقي موشومة في شغاف القلب و الذّاكرة ! نامي بسلام!  فالامّهات لا يَمُتن !  
                         🌱💗دَوالِي الشّوق 💗🌱

أیَا أمُّ ذِکراکَ فِي مَرجِ الهَوَی وَردُ
یَضُوعُ لِنَبضِي مِن جَناٸِنهِ النِّدُ
إذَا مَا تهادَی الطَّیفُ مِنکِ بخَاطِري
تَداعَت دَوالِي الشّوقِ یمهُرُها الشَّهدُ
وَ هَبَّت نُسَیمَاتُ الحَنانِ عَلی اللّظَی
فأُخمِدَ مِن لَهبِ الجَوَی فِي دَمِي وَقدُ
وَ سَافرتُ فِي رَیَّاکِ أرکَبُ صَبوَتِي
وَ أرتادُ بَحرَ الذّکرَیَاتِ و لَا مَدُّ
وَ أُسرِجُ حَرفِي دَفقَ شَوقٍ و بُهرَةً
لِأتلُوَ للاؔفاقِ مَلحَمةً تَشدُو
باؔلاءِ أُمٍّ  فِي خِصَالِ بُطولةٍ
یَفوحُ و یَزهُو مِن شَماٸلها اللَّحدُ

أُصادرُ للدَّیجُورِ شَجوِي و شَقوِتِي
و أجتَابُ مَرجَ الشِّعرِ یَرتَادُنِي الوَجدُ
لأنقَعَ فِي دَنٍّ مِنَ الطّیبِ کِلمَتِي
و أُلقِي دِلَاٸِي کَي یعَمِّدنِي وِردُ
بِفَیضٍ مِنَ النَّجوَی أصوغُهُ غَیمَةً
فَتَهطِلُ سُقیَا فِي حُبَیبَاتِهَا الحَمدُ
فَمِن زَمنِ الحُبِّ الجَمیلِ أتَیتِنا
و مَازلتِ لا جَزرٌ سَیُفنِیکِ لا مَدُّ
أنَامُ بِحِضنِ الطِّیبِ فِي ذِکرکِ الّذِي
یُدَثِّرُني مِن حَرِّ أنسامِهِ بُردُ
أرَبِّتُ خَدَّ الدِّفءِ و العَطفِ و النَّدَی
وَساٸِدَ نُورٍ لَا یُخَضِّبهَا الحِقدُ
وَ یَشتَاقُ صَدرِي طیبَ صَدرِکِ و الشَّذَا
و تَشتَاقُکِ الاؔمَاقُ و الثَّغرُ و الخَدُّ.
**

و کُنتُ بمَهدِ البَردِ أجتَرُّ غُربَتِي
و أقتَاتُ أشواکِي و یَقتاتُني السُّهدُ
وَ تَمضُغُني الأشجَانُ ثمّ تمُجُّنِي
و یَغتالُني الإمحَالُ و السُّقمُ و الفَقدُ
شَرِبتُ کٶُوسَ البُعدِ بَعدَکِ مُرّةً
و خُضتُ بِحَارَ الیُتمِ ثَکلَی وَ لا رَدُّ
و تَطحَنُني أضرَاسُ وَجدِي وَ وِحدَتِي
أعاقرُ کأسَ الحُزنِ  یُترِعُها البُعدُ
صَرِیعُ النّوی قَلبِي.. فَمَن ذَا یُعِیدُهُ
إلَی الحُبِّ.. والحِرمَانُ في الرُّوحِ یَحتَدُّ؟
غریبُ الهَوَی و الدّارِ  قَد تاهَ دَربُُه
و َعَشّشَ في  أعتَابَهِ الشَّوکُ و البَردُ
و عَشرٌ عِجافٌ مُذ فَقدتُکِ عُنوَةً
مَرَرنَ و أفقُ الحَرفِ فِي النّبضِ مُنسَدُّ.
**

ولَکنَّني مِن جُرفِ عَجزِي وَ شَقوتِي
سأنهضُ کالعَنقاءِ یَسحَرُها النَّجدُ
و أحمِلُ في نَبضِي صَهیلَ مَواجِعي
و أعلو صُهَی الإبداعِ ما عَاقهَا سُدُّ
و أ غمسُ حَرفي في مِدادٍ من الشَّذا
أصُوغُ کَلامًا في تَراتیلِهِ الوَجدُ :

"لکِ الشَّوقُ و الذّکرَی تَضُوعُ قَصاٸدًا
لکِ الشّغفُ المُلتاعُ یَهمِي و لا قَیدُ
عَلیکِ  سَلامُ ﷲِ ما رَفّ بَارِقٌ
و مَا دَرَّت الأنوَاءُ و انفَجَرَ الرَّعدُ
و مَا شَهقَت أنوارُ شَمسٍ بِبُهرَةٍ
و مَا مَاهَ في الأزهارِ مِن عِطرِها شَهدُ
و مَا هَبّتِ الأنسامُ فِي الفَجرِ بالمُنَی
وما صَدحَ القُمرِيُّ فِي فَرعِهِ یَشدُو......"💗✨💗

            (سعیدة باش طبجي✨تونس)

..

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...