أفتَت بإعدامِي الَّتِي أهواها
فهَرَعتُ مُمتَثِلاً إلى فَتواها
ودَنَوتُ نَحوَ مَقاصِلي مُستَسلِماً
لأُجِيبَ في ساحِ الهَوى دَعواها
والتَفَّ رِمشُ العَينِ حَولَ مَشاعِري
كالحَبلِ شَقَّ النَّفسَ عن تَقواها
عَقَرَت فُؤادِي مِثلَ ناقَةِ صالحٍ
كثَمُودَ كانَ الغَيُّ في طَغواها
غَرَسَت برُوحِي نَفحةً سِحرِيَّةً
مِن نَفحِ هاروتَ الَّذِي أغواها
بشُرُوقِها أسَرَت عَقارِبَ ساعَتي
فاستَسلَمَت شَفَتِي إلى نَجواها
كَفَمِ الفَتَى في القُبلَةِ الأُولى إذا
خارَت قِواهُ ولَم يَعُد يَقواها
وكأنَّها نَوعٌ مِنَ النارِنجِ في
تِبرٍ نَمَت ومُعتَّقٌ رَوَّاها
أحتاجُ مِن كُلِّ الزهُورِ وِشايَةً
كَي أنبِشَ الأسرارَ مِن فَحواها
أجتَرُّها في خافِقي وكأنَّنِي
من مَنّّها أحسُو ومِن سَلواها
جَرَّبتُ مِن كُلِّ الطُّعُومِ لَذِيذَها
ثُمَّ اهتَدَيتُ لمُنتَهى حَلواها
تَلوِي إذا سَخِطَت مناهِلَ شَهدِها
كالطِّفلَةِ المِغناجِ في شَكواها
لو تَسمَعُ الصَّحراءُ هَمسَ نِعالِها
لتَحَوَّلَت مِن غَنْجِها أمواها
والنَّبعُ أغضَى عَينَهُ مُتَحَشِّماً
مَستَصغِراً جَدواهُ في جَدواها
يا نَفسُ تُوبِي عن ضَلالَةِ عاشِقٍ
إن الضَّلالَةَ في اللظَى مَثواها
وتُجِيبُ رُوحِي كُلَّما أنَّبتُها
إنَّ الغَفُورَ هُوَ الَّذي سَوَّاها
بَلوايَ كانَت أنْ تَذَوَّقتُ الحَلا
وتَعَلُّقِي بِدَلالِها بَلواها
عبدالعزيز الصوراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق