كلُّ العصافيرِ عادَتْ نحْوَ أَوكُنِها
إلَّا فُؤادي غَريبُ الأهْلِ والسَّكَنِ
مُسْتَوْحِشٌ في فَيافي القَهْرِ مُرتَحِلٌ
يَقتاتُ قَسْراً قتادَ الشَّتِّ والمِحَنِ
مُستَنفَرُ الرَّوعِ وَحشُ اللَّيل يَرمُقُني
بألْفِ نابٍ فلا يأسى على وَسَني
وسائدي في احتضارِ العُمْرِ ظامِئةٌ
لِطَيْفِ أنثى لِعُمْرِ الطِّفلِ تُرْجِعُني
و مَركبي خَلفَ عَزفِ الرِّيحِ أتعبَهُ
موجٌ ثقيلٌ إلى المَجهولِ يقْذفُني
قَهراُ وخَمسينَ قدْ طَوَّفتُ ما بخِلَتْ
كَفِّي بجُهدٍ ولمْ أركنْ إلى الوهَنِ
فما قطَفتُ سوى الأوهامِ أمْضَغُها
بِصَبْرِ صَمْتي و سوسُ الصَّمتِ يَنْخُرُني
و(هاجَرُ) القَلبِ ماتاقَتْ( لِزَمزَمِها)
فكيفَ أشرَبُ نَجْواها وَتشربُني
أُصاحِبُ السَّرْوَ كَيْ أحظى بِقُبَّرَةٍ
تنأى بِروحِيَ عنْ بيَّارة الحَزَنِ
وأجرَعُ الماضيَ المحفورَ في شَغَفي
نَهراً من الوُدِّ لا ينساقُ لِلإحَنِ
فيَا حَمامةَ أيكِ القلبِ هاكِ فَمي
وَلتُطْلِقيهِ هَديلاً مُترفَ الشَّجنِ
وعانِقي مِرودَ الأطيافِ في وَلَهٍ
وَكَحِّلي الجفنَ مِنْ لَيلِ الضَّنى الزَّمِنِ
ها قَدْ نَثَرْتُ بقايا الرُّوحِ أُحْجيَةً
قولي لطَيفِكِ نَحوَ الغَيبِ يَتْبَعُني
إِنْ كُنْتِ في السِّرِّ تَبتاعينَ أُغنيَةً
إِنِّي مَنَحْتُكِ نايَ الصَّدْرِ في العَلَنِ
ياسر فايز المحمد- سوريا-حماة١/١٢/٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق