محبوبتي
أحبَبتُها عَرَبِيَّةَ الأوصافِ
ملفُوفَةَ الأغصانِ كالصَّفصافِ
شامِيَّةَ العَينَينِ، فيها سُمرَةٌ
يَمَنِيَّةٌ. والصَّدرُ كالأحقافِ
هَمَساتُها حَضَرِيَّةٌ لكنَّها
بَدَوِيَّةُ التَّعبِيرِ بالأطرافِ
مِن تُونسَ الخَضراءِ زَهرُ شِفاهِها
كَلآلِئٍ بِرَزَت مِنَ الأصدافِ
أشهَى مِنَ الخَمرِ المُعَتَّقِ ثَغرُها
يَذرُو الشَّذا خَفَراً بلا إسفافِ
حَوراءُ من قَلبِ المَعَرَّةِ طِيبُها
عفراءُ ما انصَلَبَت على الأكتافِ
في خَدِّها غَمَّازَةٌ في واحَةٍ
خَضراءَ في رَملٍ يَؤزّ الحافي
تَشفي العُيُونَ بِحُسنِها وكأنَّها
الكَحَّالُ في مَنظومَةِ الإسعافِ
بِضفائِرٍ مالَت على كِنداكَةٍ
لاحَت مِنَ الخَرطومِ للأريافِ
كَسَفِينَةٍ في النِّيلِ يَجري طَرفُها
والرِّمشُ يَطوِي الماءَ كالمِجذافِ
يَختالُ حاجِبُ عَينِها في غَزَّةٍ
واللحظُ في ليل الجزائِرِ غافِ
الوَجهُ مِن شَمسِ الخَليجِ ضِياؤهُ
كالبَدرِ في جَوِّ المُحِيطِ الصَّافي
مَمشُوقَةُ السَّاقَينِ مِثلَ نَعامَةٍ
مَفتُولَةُ الوِركَينِ والأردافِ
ونَخِيلُ وادي الرَّافِدَينِ قَوامُها
يُهدِي شَهِيَّ التَّمرِ للأضيافِ
حَرَكاتُها مِصرِيَّةٌ مِغناجَةٌ
ليبِيَّةُ النَّهدَينِ والأعطافِ
مَنحُوتَةُ القَسَماتِ كالبَتراءِ مِن
أطرافِها السُّفلَى إلى الأقحافِ
الحَرفُ لا يَسمُو لِنَعتِ خِصالِها
والشِّعرُ لا يَرقَى إلى الإنصافِ
وكأنَّها الفِردَوسُ تَزهُو وَحدَها
والنَّاسُ بَينَ النَّارِ والأعرافِ
عبدالعزيز الصوراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق