فلسفة الصمت
--------
للصَّمتِ آلاءٌ تُـــــــرى وظــــــــلالُ
أنَّى التفتَّ عبيــــــــــرُها ينثالُ
تغشاكَ غيمتهُ بظــــــلِّ سكينةٍ
تنمو على أندائـــــــــــها الآصالُ
هو أفقُ فلسفةِ التَّأملِ والـــــرؤى
لغةٌ حــــــروفُ لسانِها أفعـــــــالُ
هو شمعُ محرابِ السلامِ بلحظةٍ
مــــــــوتورةً تجري بها الأقــــــــوالُ
هو جوهرُ الإفصاحِ ماءُ بلاغـــةٍ
عذبٌ إذا احتنكَ الكلامَ جدالُ
ما زالَ أخصبَ تربــــةٍ تنمو بها
أحــــــلامنا وتغرِّدُ الآمــــــــــــالُ
فارخِ جناحَ الصمتِ في ما لم يكن
يُجــــــــدي الكلامُ بهِ ولا الأمثالُ
واصغِ إذا سالتْ ينابيــــــعُ الرؤى
" فالصمتُ في حرمِ الجمالِ جمالُ"
لكنَّـــــــــــهُ فضٌّ عقيـــــــمٌ وقــــعُهُ
في مـــــــوقفٍ تُرجى بهِ الأبـــــطالُ
عـــــارٌ هو الصمتُ الذليلُ إذا علا
صــــــوتُ الطغاةِ وعربــــــدَ الأنذالُ
لا صمتَ إن عبثتْ أيـــــــــادي ثُلَّةٍ
بالأرضِ والإنســــــــــان فهو وبــــالُ
إن عربـــــدَ المستكبرونَ ولم يعووا
حــــــــقَّ الحياةِ وأسهبوا وتعالوا
فالعابثون المرجفون يغرُهـــــــــم
صمتُ الـــرجالِ فيستمرَ الحالُ
فاخلع قميصَ الصمتِ فهو مذلَّةٌ
بئسَ الحياةُ يســـــــــــومها الإذلالُ
إنهض كبرقِ الرَّعدِ في غسقِ الدُّجى
فضياءُ صـــــــــــوتكِ للبــــغاةِ زوالُ
كُن صـوتَ كلِّ فضيلةٍ وحقيــقةٍ
يسعى لـــــــوأدِ شــموعِها المختالُ
أنتَ اليقينُ وكلُّ شيئٍ دونــــــَـــهُ
إفكٌ يُـــــــــزيِّنُ وجهَهُ محــــــتالُ
------
د. أحمد العزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق