ولد الهدى فتبسمت لقدومه
ثغر السماء و باركت ملفاه
و تعطرت بأريج طلعته الثرى
و أنار في أرجائها بسناه
و السعد لاح على الخلائق كلها
و كسى الخمائل حسنه و بهاه
و تزينت جنات عدن للقاء
و تأهبت كي تستضيف ثراه
حضرت ولادته أصيلات النساء
و أتت ملائكة السماء تراه
لترى الذي ختم الإله به النبأ
و الوحي و الإلقاء دون سواه
جعل الإله على الحبيب مهابة
و وجاهة و تواضعا و حباه
بمحبة و برحمة في قلبه
تسع الجميع و زانه بحياه
ألقى عليه القول حين تكاملت
آماله و تحققت رؤياه
و حباه بالفضل العظيم تكرما
لكونه أهل لما أولاه
و أتاه جبريل الأمين المجتبى
معلما بالأمر من مولاه
إقرأ لترقى بالقراءة محتدا
فالعلم نور في العقول نراه
إقرأ بإسم الله مولاك الذي
أوحى لآدم كل ما أسماه
و إليك أوحى الذكر نهجا آيه
و تسورت أحكامه و هداه
تدعو إلى توحيد رب واحد
خلق الجميع و من سواه الله
فدعا لإرساء العدالة و التقى
و وحدت قلب الجميع تقاه
و تحطم الجبروت في أوكاره
و الظلم غادر هادما مبناه
و العدل أصبح شرعة نحيا بها
و الحق منهج أرضه و سماه
و دعا إلى إزهاق أصنام الهوى
و الشرك و الإلحاد في مدعاه
و بنى بمنهجه السوي لدولة
تأسست على أساس رضاه
فتوجس الكبراء من أحلامه
و تنفس الفقراء من مرماه
و ترأس العلماء دولة مجده
و تنافس الحكماء شرح مداه
هذا لعمري خير من قرأ الهجاء
و رتلت خبر السماء لماه
و هو الذي هطلت دموع خشوعه
لما رأت آياته عيناه
و هو الذي عبد الإله تشكرا
و تفطرت بوقوفه قدماه
و هو الذي غفر الإله ذنوبه
ما أسلفته و أخرته يداه
و هو الذي مدح الإله سلوكه
وسرى به ليلا لكي يلقاه
و هو المرجى للوسيلة وحده
و هو الشفيع لكل من والاه
و هو الذي هجر الحبيبة فأرتقى
و بطيبة الغراء شاد بناه
و تأسس الدين القويم على الهدى
و ترسخت أركانه و نواه
و تتابع الأفواج في إسلامهم
فتكاثرت أتباعه و قواه
أكرم بأحمد قائدا و مؤثرا
و معلما بسلوكه و رؤاه
أكرم بأحمد أمة في أمة
من أمة الله الخليل نحاه
أكرم بأحمد والدا و مربيا
بحنانه شمل القلوب دفاه
أكرم به زوجا حبيبا مخلصا
برا رحيما لم تكل نساه
أكرم بأحمد صاحبا و مصاحبا
بذل الوفاء مراتبا و عطاه
أكرم به جارا مجيرا جابرا
بجواره شهدت ألد عداه
عبد الإله موحدا بيقينه
حتى أتاه من الحبيب نداه
فأجاب داع الله و هو موحدا
و موصيا من بعده بتقاه
ترك الجميع على المحجة ليلها
كنهارها و بياضه وزهاه
من زاغ عنها أهلكته ذنوبه
و تحملت أوزاره كتفاه
يا سيدي هانحن بعدك لم يزل
صرعى الذنوب كثيرنا بخطاه
لم يقتفوا أثر المحجة فإنحنى
بهم المسير و تاه حتى تاهوا
فغدى بهم قتلى رؤى أفكارهم
حكمت به جهالهم فتواه
يا ليتهم تبعوا الوصايا كلها
و مضوا على النهج القويم خطاه
فهو الصراط لمن يؤمل جنة
و هو الرضاء لمن أراد رضاه
صلى عليك الله ربي كلما
ذكروه في ليل الدجى و ضحاه
__________________________
|
أحمد صلاح
اليمن_صنعاء
٢٠١٨/١١/٢٠م
الرابطة العربية الشعرية هي مدونة الكترونية لتوثيق ونشر المشاركات القياسية التي يتم ترشيحها من قبل نخبة من الشعراء المشرفين على مجموعة الرابطة على موقع فيس بوك وتعني وتهتم بالشعر العربي العمودي التقليدي الموزون ..
الأربعاء، 20 نوفمبر 2019
الشاعر احمد صلاح ... ولد الهدى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية
لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...
-
قصيدة " لا ناس حولي" لـ ميسون طارق السويدان وقد قمت بالرد على نصها بقصيدة عنوانها ياحزن راهبةٍ هامت بشمّاسِ واليكم نصها اولا و...
-
سلاماً قدسَنا.. والجُرح قدسُ فدىً لكِ عمرُنا وفداكِ نفسُ لمن تشكينَ والأوجاعُ شتّى يضيق بحصرها قلمٌ وطِرسُ؟ بنوكِ كما ترين بنو خلافٍ وش...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق