أســــدلتُ أجفــاني، وهمِّي ما انسدلْ
أرعى اصطباري فاتحــــاً بابَ الأمــــلْ
حتَّى ولــو ذُقــــتُ الأســــى لكنَّــــني
متفـــائلٌ والدمــــعُ يجتــــازُ المُـقَــــلْ
متفائلٌ رُغـــمَ الأسى فــــي موطنــــي
يغتــــال روحَ العــــز من قبــــلِ الأجل
مترقبٌ وقتَ انبــــلاجِ الفجــــرِ مــــن
هذي الـــرُّبا من بعـدِ ما عنَّــا ارتحَــــلْ
أنا مــــؤمنُ وعقيــــدتــــي أنَّ العُــــلا
والعـــزَّ مــن حقِّــي ولا أرضــى البَـدَلْ
متــمســكٌ بالــوحــي يهــدينــي إلــى
دربِ الرضا، من مالَ عن ذا الهديِ ضَل
حَبلي مــــن العــــزمِ الشــديدِ فتلتُــهُ
وشددتهُ هـل كان يَنـــدَمُ مـن فَتَـــلْ؟!
ووصلتُــــهُ باللهِ جــــلَّ جــــــــــلالُـــهُ
ما فُــلَّ حبــــلٌ نحــــوَ مــولانا اتَّصَــلْ
يا أمــةً عشِقَت - من الوهــــنِ - الـكَرى
حتى استوى السفسافُ والخطبُ الجَللْ
أمســى سليــلُ النــــارِ يهــــوى غمـدَهُ
والخيــــل في ساح المعــارك ما صَهَـل
هــذي ربــا الإســــراءِ تشكــــو حُزنَهــا
والقــدسُ من دنسِ الأراذلِ ما اغتســلْ
أيُهـــــانُ مســــــرى أحمــــدٍ ولُيــوثُــهُ
تهــوى العرينَ؟! أمـا لمسجــدِنا بطلْ؟!
والشــــامُ تشكـــو الآهَ مــــــن آلامِهــــا
والجــــرحُ منهــــــا غائــــرٌ لم يندمـــلْ
نَــــوحُ العــــذارى من عظيــمِ حيائِهــم
للهِ دوَّى فــــــــي الزنــــازنِ وابتَهَــــــلْ
وعُــرَى العــــراقِ تمــــزَّقت لمَّــــا طغى
في بطشــــهِ العلــــجُ اللعــينُ بما فَعَــلْ
حُبِّــي لأرضِ الرافــــدينِ ومجــــــدِهــا
وبنــي المكــارمِ والعُــــلا منــــــذُ الأزَلْ
والقــولُ في يمنــــي الحبيــــبِ أثارني
صعبٌ أصــــوغُ المــدحَ فيهِ على عَجَـلْ
لو رمــــتُ جَــــرَّ الحرفِ في أوصــافِــهِ
لأبَــــت - حياءً منهُ - هاتيــــكَ الجُمَــــلْ
ولَأطرَقَ القلبُ الحــزينُ مِــــنَ الأســــى
ورأيتُ حــــزناً بــوحَ إبداعــــي انعـــزَلْ
شعبي يــــــذوقُ الصــابَ مــــراً طعمــهُ
والهــــمُّ كالمــــزنِ المطــــيرِ إذا نَــــــزَلْ
بعــــضٌ يُقاتــــلُ بعضَــــهُ وإذا انتهــــى
بعــــضٌ أتى بعــــضٌ لبعــــضٍ واقتَــتلْ
وإذا ارعــــوى بعـــضٌ لحقــــنِ دمائِنـــا
نادى الزنيــــمُ: أتسمعــون لمن جفَــلْ؟!
قومــــوا ليرجــــع حقكــــم وتسلحـــوا
درعَ الصمــــودِ بـــلا رضــــوخٍ أو مـــللْ
* * *
ليــــــسَ الــــولاءُ لديننــا، وصراعُنــــــا
أمسى علــــى نيلِ الكراســــي والفــــلل
فــي كــــــل يــــومٍ مَقتــــلٌ وغريمُنـــــا
ذئــــبٌ -أذاع بغــــــدرِهِ- لا يُحـتــمَــــــلْ
وأعانــــه - فــــــي حربِنــــــا وقتــــالِنــا
بعتادِهــــا وسلاحِهــــا - بعــــضُ الـدُّوَلْ
لكنَّنــــــي وسْــــطَ الأســــى متفــــــائلٌ
رَحِــــمُ الأسى واليأسِ حُبلَــــى بالأمَـــلْ
أملــــي وكلُّ مطالبــــي في خــــالقــــي
فهو الوكيــــلُ، ونحنُ يكفينــــا الخَجَــل
. ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
شعر/ يحيى بن علي الضامري
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق