العزوةُ البلهاءُ
إنّي طعينٌ يا أُخيَّ فعينني
علّي بعونِكَ أستمدُّ بقائي
فالروعُ والقهرُ الحقودُ ألمَّ بي
والعسفُ خالجَ مُعظمَ الأجزاءِ
هَبَّتْ عليَّ المعصراتُ بعنفِها
وتكاثرتْ فوقَ الثرى أدوائي
وأكادُ أهوي في طلاسمِ شقوةٍ
تمتصُّ إبراقي ولمعَ سنائي
*. *. *
فطلبتُ عونَكَ عَلَّ بعضَ مواجعي
تُشفى ؛وتثوي موجةُ الغوغاءِ
ووثقتُ بالسندِ الذي هو عزوتي
وظننتهُ كقواربِ الإنجاءِ
كانتْ ظنوني لا تراكَ موارباً
إذْ لا ترى الخُذلانَ في الأذواءِ
لكنها خُدعتْ وكانَ وليدُها
شَبَحاً ؛أتى كالهِرّةِ العمياءِ
*. *. *
فأتيتَ كالوشقِ* المقَنّعِ مُظهراً
حلوَ الفراءِ ؛ومُخفي الرعناءِ
إذْ زِدتَ في نَفَسِ التشظّي نفخةً
وأضفتَ حِملاً فائقَ الأعباءِ
أقحمتني في بركةٍ مِن مارجٍ*
ورميتني بالقاذفِ العشوائي
أفجعتَ أحلامي بمكرٍ عابثٍ
وعزلتَ أوراقي عن الأنداءِ
*. *. *
مهلاً أُخيَّ إذا ضَعُفتُ فإنني
يوماً سأُلقي في السعيرِ بلائي
جرحي سيُشفى ؛والمُصابُ سينطوي
لا لن أظلَّ الدهرُ في الضُعفاءِ
حتماً سأخلو مِن بواعثِ محنتي
ويطالُ شأني هامةَ العلياءِ
وأكونُ للأخِ الشقيقِ مُسانداً
وأصدُّ عنهُ مكائدَ الأعداءِ
*. *. *
فاسمعْ ندائي لاتكنْ لي خاذلاً
دونَ التطفّلِ معشرَ الأمراءِ
لا يزعجنّكمُ السلامُ بموطنٍ
أصلٌ عريقٌ أقدمُ القُدماءِ
فإذا تهاوى سوفَ يخبو نجمكمْ
وستهلكونَ بعَضّةِ الحرباءِ
كُفّوا التوجسَ مِن سلامةِ أُمةٍ
محمودةِ الأوصافِ والأسماءِ
* الوشق : حيوان من السباع يشبه الهر؛ تتخذ منه الفراء الجيدة
*المارج : هو المكان الذي يستحيل الوقوف عليه ويصعب الخروج منه
صنعاء 16 أكتوبر 2019 م
الشاعر : صالح احمد القاسمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق