الخميس، 31 أكتوبر 2019

الشاعر فواز البشير .. بلابل النهرين أضحت في أسى

بلابل النهرين أضحت في أسى 

الليلُ أطبقَ والظلام ُ شديد ُ
والأرض ُ ترجفُ مرةً وتميد

والنفسُ في أحزانها  مأسورةٌ
تبني قصوراً من سنا  وتُعيدُ

والروح سكرى لا يخفّ وجيبُها
فكأنها جلمودةٌ وحديدُ

مالي وللأحزانِ تخنقُ عبرتي 
فيسيلُ منها بلغمٌ وصديد 

أوكلما التئمت جراحي من أذى
يغزو وجودي بارقٌ ورعود 

أواهُ من زمنٍ يفجر غضبتي
وتزولُ منه حواجزٌ وسدود 

أواهُ من جرحٍ بشامي نازف ٍ
يطفو على تيارهِ التنكيد 

ما زال يقتلُ زفرتي وتنهّدي 
ويُحِلُّ بي أوجاعَهُ ويزيد ُ

حتى إذا ما اشتدَّ في إقلاقهِ 
نبتت عليهِ براعمٌ وورودُ 

لا بدّ أن أرتاحَ من إزعاجهِ 
وتعودَ بسمةُ موطني وأعود ُ

ويلي من الأرزاءِ  تُثقلُ كاهلي 
وغزا العيونَ الدمعُ والتسهيد 

ما إن رأيتُ الشامَ تمسحُ عتمها 
حتى أتى لعراقِنا التصعيد ُ

والموتُ يرقصُ في المكانِ كأنّهُ
ليلٌ يخيّم فوقهُ ويسودُ 

في كلِّ يومٍ تستفيقُ جنائزٌ 
ويُزَفُّ فيها فارسٌ وشهيد ُ

والأرضُ تبكي في خشوعٍ طالما 
تُبنى هناكَ مقابرٌ ولحود ُ

بغدادُ تسبحُ في الدماءِ كأنّما 
شبّانها زرعُ الردى ووقودُ 

وبلابلُ النهرينِ أضحت في أسى 
قد عافها التحليقُ والتغريدُ 

وأنا ألملمُ أحرفي متوجعاً 
قد ملَّ مني أخطلٌ ولبيد ُ

أبكي على أرضِ العروبةِ سامها 
الإذلالُ والإرجافُ والتوعيدُ 

أنّى اتجهتُ ففي بلادي غصّةٌ 
وعلى المفارقِ نازحٌ و طريد ُ

فمتى سأرسمُ للبلادِ خريطةً
وتزولُ منها فرقةٌ وحدودُ 

ومتى تجمّعنا الأماني طالما. 
قد لمّنا الإيمانُ والتوحيد 

ومتى سنأكل ُ كلنا من قصعةٍ 
وطعامنا خبزٌ بها وقديد ُ

الشامُ تخبز للعراقِ طعامَهُ
والنيلُ يعصرُ خمرةً ويجودُ 

يا رب حقّق للشعوبِ رجاءَها
والنصرُ منكَ اليوم َوالتأييد ُ

يا ربّ إنا أمةٌ مغلوبة ٌ
وعساك تحمي شعبنا وتذودُ 

د فواز عبدالرحمن البشير 
سوريا 
٣١/١٠/٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...