((...الطُّيوفُ...))
أعبُّ الصَّبرَ في الرئتينِ عبَّا
و أوشكُ أنْ أكونَ لهُ محبَّا
ليدخلَ للخلايا منْ مسامي
فقدْ كانتْ لهُ طرقاً و دربا
أحبَّتُنا الذينَ لنا قلوبٌ
تناءوا في الدُّنى شرقاً و غربا
لماذا يرحلونَ لمَ التَّجافي
و لمَّا نقترفْ إثماً و ذنبا
فإنْ غابوا فإنَّ البعدَ داءٌ
و إنْ حضروا تباعدتِ الأطبَّا
و غادرتِ الطُّيوفُ و لمْ تزرْني
ألا ليتَ الطُّيوفَ تزورُ غبَّا
و لمَّا لمْ أجدْ منهمْ خيالاً
سكبتُ الصَّبرَ فوقَ الجرحِ سكبا
و أغلقتُ النوافذَ في خيالي
فجاء الشوق في الظلمات وثبا
و ألبست المشاعر ثوب شوقٍ
و خيَّطتُ الحنينَ عليَّ ثوبا
أحاسيسي التي كانتْ بصدري
تقضُّ مضاجعي و تضجُّ حُبَّا
لقدْ عاثتْ فساداً في فؤادي
فأضحى طيشُها في القلبِ حربا
فلا قلبي لهُ ظلٌّ لتسعى
إليهِ مشاعري و تزيدَ قربا
و لا كبدي لهُ عمدٌ ليقوى
و يبنيَ خيمةً و يشدَّ طنبا
و مهما اشتدَّتِ اللأواءُ حولي
فإنِّي لمْ أجدْ كالصَّبرِ طبَّا
و إنْ رقدتْ طيوفُهمُ ببالي
سأجعلُ منْ صميمِ الصَّخرِ قلبا
سأعتادُ الغيابَ برغمِ ضعفي
و أعلمُ أنَّ لي في الكونِ ربَّا
عبدالرزاق الأشقر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق