ترفَّق بقلبي....
ترفَّقْ بقَلبي ولا تُتْعِبِ
سُنونو الرَّحيلِ بِهَجْرٍ غَبِي
ولا تُرهِقِ النَّجمَ في أعيُني
بِليْلٍ طويلِ المدى مُرعبِ
أنخْ عندَ بابي مَطايا الإيابِ
فَلَثمُ الطُّيوفِ غدا مَذهبي
أُعتِّقُ جمْرَ انتظاري نَبيذاً
فمِنْ جَمْرِ شوقِيَ لا تَشْرَبِ
أخافُ عليكَ احتراقَ الشِّفاهِ
وأنتَ غزالٌ غريرٌ صَبي
تؤوبُ إِلَيَّ صدى قِصَّةٍ
أَحِنُّ إِليْها مَعَ المَغربِ
أُدغدِغُ سِرباً مِنَ الذِّكرياتِ
وأشْعلُ روحي بِحُزنٍ أَبِيّْ
ودمعٍ نبيلٍ بدونِ انسكابٍ
يقصُّ على الليلِ ما حَلَّ بِيْ
يراهُ المساءُ شُموعَ فَراشٍ
وراءَ انطفاءِ المدى يخْتَبي
أيا طفلَ عُمري أحِنُّ إِليكَ
فَمِنْ كَهفِ روحِيَ لا تَهرُبِ
تهاوَت عُروشُ المنى داخلي
وهوجُ الهمومِ غزا مركبي
وزاحم فكري شُرودٌ عسيرٌ
فَتاقَتْ نياقي إلى يَثربِ
هناكَ وراءَ احتضارِ الرؤى
أطلَّ مِنَ الغارِ نورُ النَّبي
فَضَخَّ بروحِ الصحارى حياةً
فَجادَتْ على الكونِ بالأطيَبِ
وَمَدَّ مَعَ الفقرِ جِسرَ اليقينِ
لنمضي إلى العالمِ الأرحبِ
وعَلَّمَ كُلَّ يتيمٍ شريدٍ
بُلوغَ المعاليِ بدونِ أَبِ
فَلِمْ لا نسيرُ على نهجهِ
لِنُرجِعَ مَجدَ بني يَعرُبِ
ونطرُدَ عَنَّا قطيعَ الظَّلامِ
وَجيلاً تعَلَّقَ بالأجنبي
يظُنُّ الحضارةَ في لُعبةٍ
وَجَنيَ السَّعادةِ في ملعبِ
وينسى العراقَ وَجُرحَ الشَّآمِ
وَنَزْفاً تَدَفَّقَ في مَأرِبِ
فيا جُرحَ روحي عليكَ السلامُ
إذا غابَ بدري فلا تَغضبِ
وَخَلِّ الأماني على موعدٍ
يُعانقُ حقلَ الرُّؤى المُعشبِ
لِنَغدو هزاراً يَزينُ الرَّبيعَ
ونبني عُشوشاً على الكوكَبِ
بقلمي: ياسر فايز المحمد-سوريا-حماة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق