" على الدرب المنير..."
لكل يوم مدى الأزمان ساعات ُ
فما لأحيان أناتي كثيرات ُ ؟
وما لأهوال أحزاني بلا زمن
وما لأحبال هجراني طويلات ُ ؟
أحبة القلب ما طابت بفرقتكم
ولا استجدت لنا يوما مسرات ُ
لقد كسيت ثياب الحزن فابتسمت
لما رأته على عمري المسافات ُ
فكيف أخلعه مستبدلا أزرا
بالقرب منكم وما خِيطت لقاءات ُ؟
أسركم ما أعاني اليوم بعدكم ُ
أم سركم حين تشويني العذابات ُ؟
ما كنت أحسبكم عونا لها أبدا
لما اعترتني بما فيها المصيبات ُ
تركتموني وحيدا لا تفارقني
في كل بؤس بلا يأس ضبابات ُ
تكدر العيش حتى قلت في ندم
ياليتها لم تكن مني الكليمات ُ
لم تفهموني ولم أعرف لغيبتكم
في الحال مِن سبب فانشقتِ الذات ُ
نصف لديكم أراها في تعللها
والنصف عندي ولكني خيالات ُ
يا من رضيتم لنا بالهجر محرقة
وكان في قربكم في الدهر جنات ُ
إني أغار عليكم في مجالسكم
هواءها حيث تغزوكم نسيمات ُ
ومن أحاديث جلاس إذا نشرت
أفواهكم أو فشت منها العطورات ُ
بل انني من تحاياكم مخاطبة
أغار تسمعكم فيها التحيات ُ
وفوق هذا فإني من محبتكم
أغار تأخذكم مني السماوات ُ
فكيف بي لو رأى قلبي لنظرتكم
لطفا وظرفا به للغير بسمات ُ؟
وكيف كيف إذا امتدت تحيطكم
من غير قصد أمام العين راحات ُ؟
وكيف قولوا إذا باتت بصورتكم
سيوف ذكرى لها حد وضربات ُ؟
رأيتها لمعت في الحال فاجتمعت
ونار غيرتِنا والنور غايات ُ
في غيرتي وهج نيران فمعذرة
لو صابكم أو أتتكم منه جمرات ُ
عتب المحب لأهل الود تقوية
لولا المحبة ما كانت عتابات ُ
ما كنت أقصد في قولي معايبكم
ولم تكن لظنون السوء نيات ُ
أنتم جميعا على طهر نصائعه
لها بقلبي ووجداني مقامات ُ
تالله لو كنت يا أحباب أضمرها
ما قلتها سلفا : فيكم طهارات ُ
ولا بعثت إليكم خير قافية
في أبسط اللفظ تعنيكم مهابات ُ
فلا تمدوا لذي الوسواس مصيدة
فالشر مبغاته للناس ما فاتوا
أعوذ بالله مما كاد يقتلنا
لولا شموس من الخضرا منيرات ُ
أنارت الدرب في فهمي وفهمكم
حتى تباهت بنور الحب خطوات ُ
نعم النفوس التي تدري مقاصدها
وتفهِم الكل ما تهدي النصيحات ُ
ومازجت فكرتي في الشعر فانتحرت
قبل الحياة على ذا البحر أبيات ُ
يا أهل ودي ويا دارا يعمرها
حب أصيل وأرواح جميلات ُ
إني أخاف بأن أحيا بدونكم ُ
كما يعيش قبور الأرض أموات ُ
فلا عدمت قلوبا في جوانحكم
قد زينتها - وما زالت- مودات ُ
هذي لييلتنا أهدت مشاعرها
فإن أتتكم فهاتوا لي الهنا هاتوا
كونوا لنا مثلما كنتم فنحن لكم
على العهود وهذا الشعر آيات ُ
بقلمي أنور محمود السنيني
22-7-2019 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق