أَبدِلْ حياتك
********
أَبدِلْ حياتكَ لو تنأى عن الأملِ ... في غيرها فسحةٌ للرَّوْحِ والعملِ
طِيبُ المِزاجِ نعيمٌ لا يُعادلهُ ... مالٌ ولا جاهُ عيشٍ ضاقِ بالجدلِ
قد ينقضي العُمرُ دونَ النيْلِ من وَطرٍ ... عَجّلْ ولا تستمِعْ من عاقلٍ ثَمِلِ
يقولُ : أفضلُ لي ما كنتُ أعرفهُ ... بالغيبُ قد ينطوي فرضٌ من العِلَلِ
لا يعرفُ الغيبَ إلا رَبُّ عالمِنا ... فَهْوَ المُعينُ على السُّلوانِ من جَلَلِ
قد كنتُ مثلكَ أخشى قيْدَ أُنمُلَةٍ ... وأكتفي بالذي أفضى إلى المَلَلِ
حتى استوى خاطري هَمَّاً يُعذِّبُني ... وذاكَ ما ضَرَّني فاستأتُ من وَجَلي
فقلتُ : هيَّا لِما الأقدارُ تصنعُهُ ... لا يُثقِلُ القلبَ دونَ الجُبْنِ والكَسَلِ
نصحتُ نفسي لأحيا قبضَ مَكْرُمَةٍ ... ولا أهنتُ التي تشكو ولم تَسَلِ
حُلْوُ الحياةِ مذاقٌ أنتَ فاقِدُهُ ... لو عِشتَ في ذِلَّةٍ تدعو إلى الخجلِ
قالوا : ستلقى من الأيامِ لُعبتَها ... فقلتُ : ذا مِلْحُها ماضٍ ولم يزلِ
فخَيَّرُوني فقلتُ : العزمُ لي سندٌ ... ولن يعودَ الهوى والنومُ في العسلِ
*************************
بقلم سمير حسن عويدات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق