هجرَ الحبيبُ
هجرَ الحبيبُ وقد غدوتُ مُوَسْوسا
وأبَتْ عيوني بعدهمْ أنْ تنعسا
يا أيها القلبُ المُعَذَّبُ نبضهُ
لم تلقَ في هجرانهمْ متَنَفّسا
كان الهوى قدَرًا ولا أرضى بأنْ
أعصى القضاءَ وإنْ تجهَّمَ أو قسا
لا تعذلوني إنْ بكيتُ تَوَجُّعًا
أنَّ الفؤادُ وصاح يملأهُ الأسى
يا أيها الحبُّ اتَّئِدْ لوَّعتني
وتركتَ قلبي حائرًا ومنكَّسا
وتركتني وحدي على دربِ الهوى
أمشي حزينًا يائسا مُتَوجِّسا
هلاّ مددْتَ يدًا لتَؤنسَ وحدتي
فالشوقُ في قلبي السقيم تكدّسا
أنَسيتَ أيامَ الهوى أنسيتَها
نُسقى المحبَّةَ في الصباحِ وفي المسا
والآنَ في جُبِّ الجوى ألْقيتني
تمضي الليالي حُلَّكًا وعوابسا
إنْ كنتُ قدْ أخطأْتُ في شرع الهوى
فعسى يسامحُ قلبُكم قلبي عسى
إنْ لم تجودوا بالوصالِ فقدْ ذَوَتْ
أزهارُ عمري بالأسى قلبي اكتسى
ما عاد لي صبرٌ على هجرانكم
طيفُ الأحبّةِ صار خلاًّ مؤنسا
عمر هنداوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق