يا ضاد ما فعلوا بنا الأضداد
كالظل إن سار الضلال نقاد
فتحوا لنا باب الجحيم وأضرموا
نيرانه بالخاضعين تقاد
وقلوبهم غلف كذاك عقولنا
فسدت اذا ولغت بها الاسياد
فإذا بكانا مشفق او منذر
ضحك الجميع وقهقه النقاد
بالدمع نجبل قوتنا وترابنا
وبه قصور الظالمين تشاد
واذا تمادينا نفتش عن هدى
سملت عيون المبصرين فعادوا
نمشي وراء زماننا بزمامنا
وامامنا تمضي ثمود وعاد
ول أمة شقوا عباءة سترها
مدوا الأيادي عنوة وتمادوا
سرقوا حليب صغارها ودموعها
وزنا الغريب وصفق القواد
فأصابها حبل وماذا نرتجي
وعلى الفراش تداور الأوغاد
نزعوا طهارتها ولؤلؤ ثغرها
ليعيروها قبحها الأولاد
وئدت عفاف وإبتسام وخولة
وعلى الخيام تصلب الأعياد
وجه الحقيقة ابغضوه وزينوا
مايشتهون فابهج الإفساد
والكل يسعى رائدا لمراده
أوليس في هذي الجموع مراد
والكل يذكر حاتم وكأننا
مليار لحز جائع وجواد
واذا رأوا وجه الكرامة ابعدوا
كالعير ان مرت بها الآساد
يتنكرون لدمعنا ومصابنا
وكأن افئدة العباد جماد
واذا سألت عن الضمير فأنه
ميت اذا مس الرجاء رقاد
لا ترج انصاف الرجال فإنه
عار على أهل الكمال يعاد
مازال عنترة بن عبس فارس
منا وما عاب الهزبر سواد
والزير يلمع سيفه بعقولنا
وله بصحراء النفوس طراد
مازال يذبح أهله في اهله
والجهل ظلم قادح وزناد
سنظل نذكر حقبة اموية
وليخسىء الأضداد والحساد
لم ينس فيها البغي ذلة نفسه
او تنس عز نفوسنا الامجاد
ونصدق الحجاج ان رؤسنا
ان اينعت سيحل منه حصاد
صلب الزبير ومارعى له ذمة
لتسير طوع ركابه الأجناد
ذاك الذي بعزيمة وبقوة
خضعت لسوط عذابه الأنداد
فمتى سيخرج من ظهور رجالنا
رجل تذل لخطوه الأطواد
وتثور في أرض الحجاز كرامة
وتوحد الله العظيم بلاد
ويفر منا الموت يخشى بأسنا
لله يكتب موتنا استشهاد
ستسيل انهار الدماء بارضنا
وسيوفنا ورماحنا الوراد
وتظل هذي الأرض تنبت قمحنا
مهما تمر حرائق وجراد
ويسير ذئب الغدر بين خرافنا
طاو ويخشى كبشنا الجلاد
من إدلب العصماء تزأر اسدنا
والريم جافلة ولات وهاد
ياريم اين ستهربين وأسدنا
ملأوا الهضاب ولا يفيد عناد
سيضمك ليث الى احضانه
ويعود فينا طارق وزياد
وسترفع الرايات فوق جبالنا
وعلى النجوم وتخضع الأبعاد
مهما تمادى البغي في طغيانه
فالحق بالصاع الوفير يعاد
وستشهد الايام بأس رجالنا
والله عون والمعين يراد
ابراهيم عمر سليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق