الجمعة، 3 مايو 2019

الشاعر ياسر فايز المحمد .. أسرج نياط القلب

أسْرِجْ نِياطَ القَلبِ يا طِفْلي الرَّقيقْ
وامْسَحْ دُموعَ القَهرِ عَنْ حَيٍّ عَريقْ

واركَبْ شِراعَ الرُّوحِ واسبَحْ في المَدى
واحْمِلْ ثَقيلَ المَوجِ عَنْ بَحرٍ غَريقْ

واكتُبْ بِحِبرِ القَلْبِ خَيبَةَ أُمَّةٍ
نامَتْ بِكَهفِ الوَهمِ باتَتْ لا تَفيقْ

كَسِّرْ غُصونَ الظُّلمِ وارسُمْ عالَماً
مِنْ خَيْطِ نورِ الشَّمسِ مُزداناً أَنيْقْ

واعْبُرْ فَيافي الحُلمِ لا تَخْشَ الظَّمى
عَلَّ الأماني الخُضرَ تَختَصِرُ الطَّريقْ

واجْعَلْ ثَباتَ الرَّوعِ حارِسَكَ الذِّي
يُغنيكَ في سَفَرٍ إذا عَزَّ الرَّفيْقْ

وانْظُرْ إلى النَّجْماتِ راقِبْ دَأْبَها
تَسري بِجُنْحِ اللَّيلِ تَلْتَهِمُ الحَريقْ

وَتَدورُ في فَلَكِ المَجَرَّةِ حُرَّةً
وَتَرُشُّ في كَبِدِ السَّما ضَوءاً فَتيقْ

يا أَيُّها المَسْكونُ بالحُزنِ الذي
خَزَّنْتَهُ مِنْ بَيتِكَ الواني العَتيقْ

انْظُرْ لِثَغرِ الفَجْرِ يَبتلِعُ الدُّجى
فَيُغَرِّدَ العُصفُورُ بالشَّدوِ الرَّقيقْ

وَ تُفَتِّحَ الأَزهارُ سِربَ براعِمٍ
فَيَصيرَ ذاكَ الحَقلُ كالعِقْدِ النَّسيقْ

أَسْكِتْ عَزيفَ الرِّيحِ إِنَّكَ نوؤُها
شَيِّدْ بِقَفرِ الرَّملِ قَصْراً مِنْ عَقيْقُ

رَكِّبْ حُروفَ المَجْدِ مِنْ دَمعِ الأسى
وَ اعْصِرْ  قَتادَ القَهرِ في العَسَلِ الرَّحيقْ

قُمْ سامِرِ الأَقمارَ واطْلُبْ وُدَّها
واسْكُنْ بِروضِ الحُبِّ كالطَّيرِ الرَّشيقْ

كُنْ عالَماً مِنْ نَرجِسٍ أَو سوسَنٍ
واعْبُقْ كَشَذوِ العِطرِ يا أندى عشيق

واقْطِفْ عَناقيدَ المُنى يا مُنْيَتي
فلأَنْتَ في قَطْفِ المُنى جِدّاً خَليْقْ

ولأَنْتَ في تاجِ المَعالي دُرَّهُ
رَصِّع جُفونَ الحُلمِ بالمجدِ الوَثيقْ

... ياسر فايز المحمد- سوريا- حماة ....

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...