الثلاثاء، 23 أبريل 2019

الشاعر الحضري المحمودي ... على نار الشوق

على نار الشّوْقِ

الى غادَتِي الأشواقُ لم تتَبَدَّدِ
كغَيْمٍ أَبَى هَطْلًا ولمْ يتَبَعَّدِ

وفِي غُرْبَتي لامَ الوسادُ تجَاهُلاً
ولم أُمْنَ بالاَحْلامِ ،يا لتَسَهُّدِي !

وفِي كلِّ حينٍ لايفارقُ طيْفُها
مدَى الشَّوْفِ ،والوجدانُ ملْءُ توقّدِ

كأنْ ثَمَّ جمْرٌ في الحَشَا مُتأَجِّجٌ
عَتَا الآه فيهِ النَّفْخَ عنْدَ تنهُّدِي

إلى عيْنِها أحْتاجُ  أُبْحِرُ شائقًا
كصَيّادِ بَحْرٍ  هاجَ  ،لَمْ  يَتَصَيَّدِ

وَقَدْ حالتِ الأمْوَاجُ دونَ مُرادِهِ
وَقَدْ عضَّ إبْهامًا لفَرْطِ تنَكُّدِ

إلى الهُدْبِ والكُحْلِ المُدَجِّجِ  سحْرَها
هفَا الشِّعْرُ توْصيفًا لِجَرَّةِ مِرْوَدِ

وإلْهامُها الأشْعارَ صارَ مغَيَّبًا
وعذْبُ القَوَافِي ما أَتَيْنَ لِـمَوْعِدِي

أنا شائقٌ كالطّفْلِ هاجَرَ نوْمُهُ
ويَصْبُو  لِحضْنٍ عاطِفٍ ومُهَدْهِدِ

أنا طفْلُها أعْمَى البَصيرَةَ فطْمُهُ
فلمْ أدْرِ ما معْنَى الوُجُودِ بِمفْرَدِي

وما عدْتُ أَقْوَى بَلْ عرفْتُ تقهْقُرًا
فذَا الشَّوْقُ أَضْنَانِي وهدَّ تجَلُّدِي

وكَمْ شُقْتُ لِلْعطْرِ الـمُمَيَّزِ عنْدَها
كعِطْرٍ لِأُمِّي مِزْتُهُ بِتَأَكُّدِ

وأَنْفِي ،على حِرْمانِهِ، متقَزِّزٌ
أبَى غَيْرَ عطْرِ الإلْفِ دونَ ترَدُّدِ

أبِيٌّ وَفِيٌّّ لَمْ يزَلْ مُتفَائِلاً
لِيُنْشَى وَقَدْ عانَى ولَمْ يتزَوَّدِ

وذَوْقِي كشَمِّي لَمْ يزَلْ متعطِّشًا
الى ثغْرِها ذي الخنْدريسِ المُجَوَّدِ

وما ظمْأَتِي إِلَّا تَحَرُّقُ  خافقٍ
تهاوَى لقيْظٍ طالَ دونَ تبَرُّدِ

أنا ظامِئٌ أَشْكُو وأرْشفُ فاقَةً
وحِرْمانُ قلْبِي عاثَ فِيَّ كَمُفْسِدِ

فَرَاغِي رهِيبٌ لسْتُ أعْرفُ حدَّهُ
ولكنّني الأَدْرَى بمنْ يَكُ منْجِدي

أنا شائقٌ والنَّارُ تنْهشُ لي الحَشَا 
ولا طِبَّ غيْرُ الوَصْلِ يُبْرِدُ صيْهَدِي

أنا تائِقٌ لِلْوَصْلِ يُبْرِئُ علَّةً
تمادَتْ بِلُبِّي لَمْ تزَلْ بِتَجَدُّدِ

وهلْ توْأَمِي الرُّوحِيَّ تُدْرِكُ أنَّنِي
عليلٌ ومُحتاجٌ لِتأْخُذَ باليَدِ ؟

الحضري الـمحمودي ٢٠١٩/٤/١٨

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...