طابت أوقاتكم أحبتي..
...................... رحيل..................
بانت وبئسَ الحالُ حينَ تبينُ
فالعينُ ثكلى والفؤادُ حزينُ
بانت فماتت فرحتي بفراقها
ومتى بلا رحمٍ يعيشُ جنينُ !!
برحيلها كلُّ الدروبِ عسيرةٌ
وبوصلها كلُّ الكروبِ تهونُ
كانت بقلبي بهجةً حتى مَضَت
فأتَت مواجعُ بَعدَها وشجونُ
وتولَّدت في النفسِ ألفُ قناعةٍ
أنَّ النعيمَ يكونُ حيثُ تكونُ
هي روضةٌ تسبي القلوبَ بحسنها
وأنا وقلبي للجمالِ عيونُ
هذا الذي فيها وليسَ لأنني
بغرامِها يا صاحبي مفتونُ
لا وصفَ يُنصفها ولو جاءت به
كلماتُ قاضٍ روحُهُ القانونُ
كل القوافي أحجَمَت واستسلمت
فوَجَمتُ حتى أسعفتني النونُ
وأنا الذي كانت حروفي في فمي
كالبحرِ لا يفنى لها مخزونُ
حتى حديثي في الحياة كأنهُ
نظمٌ مقفّى مُحكمٌ موزونُ
كم مرةٍ أسمعتها غزلي وكم
غنّى لها بقصائدي الحسّونُ
كانت تذوبُ صبابةً وتقول لي:
رفقاً بحالي أيها المجنونُ
فأزيدُها من سحرِ حرفي كي أرى
خدَّاً تفتَّحَ فوقَــهُ الدحنونُ
ويلاهُ مِن تلك الليالي كم بها
عَصفٌ أثارَ قلوبَنا وسكونُ
نبكي ونضحكُ في تسامرنا كما
لو كان فينا راقصٌ محزونُ
رحَلَت ولم ترحل محبتها وهل
يشفى بِـنأيِ الطاعنِ المطعونُ
عماد الربيحات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق