يا بحرُ رفقا واستمع لندائي
كم في عُبابِك مُزِّقَتْ أشلائي
لي فيكَ عمرٌ تائِهٌ لو عِشْتَهُ
لقضَيتَ حُزنَا من عظيمِ بلائي
فأنا الطريدُ وما ارتكبتُ جنايةً
إلا بِكَونِيَ من بني العَربَاءِ
أفنيتُ عُمريَ والرِّمالُ وسادتِي
بيتي عَراءٌ والتَحَفْتُ سمائِي
لا صوتَ لي حتى أبوحَ بفاقتي
وقضيتُ دهريَ في رضى الزعماءِ
لكنهم لم يأبهوا لشِكايتِي
وكأنّهم كالصّخرةِ الصّماءِ
فأنا الجَحودُ لكلِ ما جَادُوا بهِ
يوماً عليَّ تكرُّما بعطاءِ
أُلقيتُ في جبِّ الخيانةِ والخَنا
خَضَبُوا لحاهُم من طَهورِ دمائي
يا لعنةَ اللهِ العظيمِ تنزَّلي
حتى أخصَّ الكلَّ بالأسماءِ
لم ينصُرُوا يومَاً ضَعيفَاً خائِفَاً
جبروتُهُم دومَاً على الضُّعفاءِ
باعُوكَ يَا وَطَنِي وأيُّ تِجارةٍ
أخزَى ببيعِ بكارَةِ العَذرَاءِ
جَعلوا السِّقايةَ في رحالِ شُعوبِهِم
جَعلوا عزِيزَهُمُ منَ الأعدَاءِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق