السِّرك
*****
أعينيَّ إني بَصُرْتُ المَدَى ... ببَحْرٍ يموجُ فأين الهُدَى ؟
وقفتُ على صَخرِ حُلْمٍ قديمٍ ... وقد عَلَّ ماءُ الهوى مُزبدَا
يحارُ الضميرُ وينأى الخيالُ ... فمن حيث أنهَى يَرَى المُبتدَا
دوائرُ شكِّي بمِلْحِ الخطايا ... وفلكُ الحياةِ تهابُ الرَّدَى
أيا فلكُ هيَّا , ألا تطمعينَ ... أعيدى حُداءً حَوَى السؤددَا
أعيدي نشيداً يمُجُّ القلوبَ ... وإن شِئتِ فدوَاً أنا المُفتدَى
فصَوْتي رَخيمٌ وخوفي عقيمٌ ... فإن ضاعَ يومي رَبحِتم غدَا
تهادى بلطفٍ كَسُولُ التمني ... ونادى : أحقاً ترى المَوعِدَا ؟
أشرتُ لطوْدٍ يُخيفُ التحدِّي ... ليؤثرَ صَمتاً بهِ أخلدَا
فقالَ : تعالَ وكن { بَهلواناً } ... ب { سِرْكِ } العُرُوبةِ دُونَ العِدَى
مَكانُكَ في مِنبَرٍ ماتِعٍ ... لتُحْبطَ مَن في الرُّؤى جدَّدا !
سَنبني ونعلو ونُرْضي الغلاءَ ... ومِن حيثُ تدري تكونُ السُّدَى
بلا أيّ حقٍّ تريدُ الحياةَ ... وهل أنتَ عُضوٌ بذا المُنتدَى ؟
قرأتُ الأساميَّ في دفتري ... فمَن قال إسْمَكَ ؟ مَن رَدَّدَا ؟
وحظُّكَ أني كريمُ العطايا ... وهبتُكَ عُدْماً لكي تسعَدَا !
شكرتُ العطايا ورَبَّ البرايا ... له الحقُّ عندي بأنْ يُحْمَدَا
هتفتُ كثيراً وذا كلُّ جُهْدي ... وقد بُحَّ صَوتي وما مِن صَدَى
كفاني شِعارٌ بأني شريفٌ ... وإنْ عَمَّ قولي فما حَدَّدَا !
سلامٌ سلامٌ على كلِّ قلبٍ ... مِنَ الحُلْمِ يبني لهُ المَرْقدَا
*******************
بقلم سمير حسن عويدات
📷
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق