رسالة....
بَعَثَتْ إِلَيَّ رسالةً مَضْمونُها
أدمى فُؤادي و استَثارَ شُجوني
و تَدَلَّلَتْ و استَعْطَفَتْ بِحُروفِها
و استنْجَدَتْ بِعِتابِها المَوزونِ
فَطَفِقْتُ أرْفُلُ بالبُكاءِ مُرَتِّلاً
آيَ الدُّموعِ بِقَلْبِيَ المَحزونِ
أَبَتاهُ إِنِّي مِنْ يَراعِكَ أَبْتَغي
شِعراً أُكَحِّلُ مِنْ رُؤاهُ عُيوني
و أَضُمُّهُ ضَمَّ اليمامَةِ فَرْخَها
مِنْ فَرْطِ شَوقي و اهتِياجِ حَنيني
و أَصوغُ مِنْ ناياتِهِ تَعويذَةً
لِيَكونَ في فَوضى الغِيابِ سُكوني
أَفَلَا عَلِمْتَ براءتي و سَذاجَتي
رَغْمَ اجتيازي يا أَبي عِشْريني
و تَتوقُ روحي أِنْ أُقَبِّلَ حائِطاً
تَغفو عَلَيْهِ أَرائِجُ اللَّيمونِ
في دارِنا الـ(قَدْ) كُنْتُ أُشْعِلُ ثَورَةً
فيها بِمَوجِ مِزاجِيَ المَجنونِ
و أُريدُ أُختي في القَصيدَةِ تَزْدَهي
زَهْوَ العَبيرِ بِمَبْسَمِ النِّسْرينِ
أَبَتاهُ إِنَّا شَمْعَتانِ - و لَوْ خَبا-
نورُ البَها في دُرِّنا المَكنونِ
و لَطالَمَا كُنَّا بِلَونِ فَراشَةٍ
تَنْسابُ مِنْها بِدْعَةُ التَّكوينِ
أَبُنَيَّتي ما تَرْتَجي مِنْ شاعِرٍ
عاري الجَناحِ مُكَسَّرٍ مَرهونِ
صَفَعَتْهُ هَوجاءُ الرَّحيلِ فَحَطَّمَتْ
في رَوعِهِ كَهْفَ المُنى المَأمونِ
و تَعاوَرَتْهُ سَنابِكٌ و أَسِنَّةٌ
مِنْ عالَمٍ خالي النُّهى مَأفونِ
غَزَّتْ بناتُ الدَّهرِ في دَمِهِ المُدى
و استوطَنَتْ في روحِهِ المَسْكونِ
بالحُزنِ بالزَّفَرَاتِ يَحْفِرُ لَحْنُها
سَمْتَ النُّحولِ بِجِسْمِهِ المَزْمونِ
مَنْ قالَ إِنِّي لا تَحِنُّ حَمائِمي
للسَّروِ... للصَّفصافِ... للزَّيتونِ
لِزُمُرُّدِ الأَحلامِ تُشرِقُ في دَمي
لِتَضُخَّ نوراً في ظلامِ وَتيني
لِحَفيدَةٍ سِمراءَ تَمْشُطُ لِحْيَتي
وَ تَشُدُّها بِبَنانِها المَيمونِ
وِ تَجُرُّ عُكّازي لِيَحْمِلَ كَبْوَتي
عِنْدَ اقْتِرابي مِنْ تُخومِ مَنونِي
أنا والدٌ طُهرُ الأُبُوَّةِ صاغَني
نُوراً تَسامى عَنْ حَضيضِ الطِّينِ
أستافُ منْ عِطْرِ الصَّباحاتِ الـْ(مَضَتْ)
ذِكرى تُثيرُ مَواجِعَ السِّتينِ
فلَأَنْتُما أُرجوحَةُ العُمْرِ التِّي
أَحْيَتْ صِبايَ بِمَطلَعِ الخَمسينِ
و لَأَنْتُما لَولا بَريقُ ضِياكُمَا
ما ازدادَ إيماني وَ نُورُ يَقيني
لولاكُما هذي الحياةُ بيادِرٌ
للشَّوْكِ ... للزَّقُّومِ ... لِلْغِسْلينِ
و أَخيطُ مِنْ هُدبِ الرُّموشِ وَسائِدًا
كَيْما تَناما في حَريرِ جُفونِي
و أَهُزُّ نَخْلَ الوَقْتِ عَلِّي أَجْتَني
بَلَحَ اللِّقاءِ على حُدودِ الصِّينِ
شَهَقَتْ عَلى وَجَعِ السُّؤالِ قصيدَتي
فَطَرَدْتُ عَنْ رَوْضِ الحُروفِ ظُنوني
فَلْتَذْكُراني حينَ تَخْبو شَمْعَتي
و أَنامُ في حِضْنِ الثَّرى المِسْكينِ
و لْتَدْعُوَا لِيْ عُقْبَ كُلِّ فَريضَةٍ
عَلَّ الدُّعا مِنْ خالِقي يُدْنيني
بقلمي: ياسر فايز المحمد- سوريا - حماة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق