(الرمق الاخير)
دع عنك شِعرَكَ فالهوى اوهامُ
سحُباً تُراه وغيثها الاحلام
ولو انتعشتَ من الوصال بنشوة
يتلو الصدود ويستجد خصام
إن السعادة في الحياة لقسمة
ولرُب حظّكَ قد رمته سهام
فغدا الجريح على مفارق غربة
يشكو البعاد تدقّه الآلام
مابين صمتك والدموع توقدت
شُعَلُ الحنين ونارهن ضرام
إني حننت إلى البيادر والحمى
طلع الرياض تسوقه الانسام
والدار اشبه ما تكون بنبضة
عمق الوريد ومالها احجام
كم قد لقيت من التغرب والجوى
وبنات وصلك في الزمان صيام
لاتشتكي للطيف منك مدامع
إنّ الطيوف كانّها الاصنام
هل باح عنك من المواجع انّة
اوَ كان منهُ لما لقيتَ كلام
إني نظرت إلى للامانيَ جمعها
عودا حَنَينَ تُخالها الأقزام
لاتفتِننَّك ذي الضخامة في الفتى
بعض الضخامة في الورى اورام
وكأنّ فاتنة تلوح لناظر
فدنا يهيم تسوقه الاقدام
فراى جدارا قد تعدد لونه
صورا تموج وخطّها رسّام
لاتلتفت للخلف تتعبك الرؤى
فليالي امس في الفناء اقاموا
واليوم اشبه مايكون بامسه
ومن الفراق وقد طواه ظلام
حتى غَدٍ متلفحٍ بوشاحه
كهلا تُراه بناته الأيتام
يأتي الأنام إلى الحياة حواضرا
ملء العيون تزينها الأجسام
زمنا قصيرا ثمّ تُطرح للفنا
خبرا تؤول تُحِيكُهُ الارقام
إني تعبت من المرارة في النوى
سفري طويل وشعريَ الأختام
وكانني طير تمرّد في العنا
قبلا يموت وقد علاه غمام
ولقد طُعنت برمح هجر قاتل
نفذ الفؤاد ودأبه الإيلام
ولقد غدوت إلى الفراق وقوده
فإذا قضيتُ من الفؤاد سلامُ
ابراهيم رحمون....ابوعازار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق