طفل القرية
يا أبا سُكَّرٍ سَقتْكَ الغوادي
وهْيَ تمشي على سفوح الوادي
كصبايا بَكرْنَ للْبِيرِ يَحْمِلْـ
نَ الأماني في مهجةِ الأزوادِ
يَتَقَاطَرْنَ كالنَّدى من بيوتٍ
مُمْرِعاتٍ بالطُّهرِ والأوْرادِ
يَتَجَاذَبْنَ بَينهنّ حديثاً
هُنَّ فيهِ أحلى من الإنشادِ
أيُّ صوتٍ هذا الـْ يَجوبُ النواحي
قد تَسَاوى وَرنَّة الأعوادِ
يَتفتَّقْنَ سُكَّراً وهدايا
واشْتِهَاءً كليلةِ الميلادِ
عاطراتٌ قد مسَّهنَّ ضمورٌ
مثل قلبي ضُمُورُهُ في ازديادِ
ما أُحَيْلا صباحَ ريفي .. انْشراحٌ
عَبْقريٌّ يُهِلُّ بالإسعادِ
يُلهِمُ الشاعرَ الفريدَ .. ويُذكي
في قوافيهِ روعةَ الأشهادِ
قد تَجَلّى لهُ الوجودُ .. فصلّى
للهوى عند سِدرةٍ للضّادِ
بات سهراناً في عيون المنافي
ينزع الفجرَ من أيادي السواد
يُوقدُ الدَّمعَ لليتامى طعاماً
وهْوَ طاوٍ على ظمى الأكبادِ
يُرسِل الشعرَ كالرياحِ الأعاصِيـ
رِ عَلَى كلِّ صَوْلةِ استبدادِ
ناقماً .. كلُّ شِعْرهِ ضرباتٌ
موجعاتٌ مجنونةُ الأبعادِ
ليس يُثنيهِ أنْ يموت شهيداً
إنما الشعرُ حالةَ استشهادِ
طارق السكري
ماليزيا 17 مارس 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق