الأحد، 10 مارس 2019

الشاعر د. أحمد جعفر الشردوب . الحقائق

الحقائق
_______________

أهو رطبٌ في طبعه أم يبسُ
ليت شعري أشائكٌ أم ملسُ

وثمينٌ فأشتريه بمالي
أم زهيدٌ أغضُّ عنه وبخس

أهو حقّاً بين الأنام كريمٌ
أم بخيلٌ نسلُ الأصاغر جبسُ

و بدنياه قانعٌ وسعيدٌ
أم تعيسٌ عليه يسطو النَّحس

قبل هذا  فهل أتى من نارٍ
فهو جنٌّ في أصله أم إنس

هل تراه بين الأنام طهوراً
أم حشاه قد بُثَّ فيه الرِّجس

هل إذا ما اختبرته لان طبعاً
أم تراه على المفاتن يقسو

وإذا الموج حوله هاج يوماً
هل على شاطئ الأمان سيرسو

أم ستلقي الأمواج فيه بعيداً
ثمّ منه فليس يُسمع همسُ

إنما المرءُ في الحياة كيانٌ
أصغراهُ  مقامُه والنَّفسُ

ليس تخفى على الأنام طباعٌ
وعلى الكنهِ ليس ثمّةَ لَبس

يظهر الطبع في النفوس اختباراً
ليس يهدي إلى الطباع الجسُّ

فالضيا و الظلامٌ بالعين تُدرى
ما أراه ينوب عنها اللمسُ

قيمةُ المرء في الحياة نهاه
فهو فيها عماده والأسُّ

ليس ينبي عن السريرة شكلٌ
فلكم تاه في الضّلالة قِسُّ

ربَّ تبرٍ يظّنه المرء تُرباً
وعليهِ له يطيب الدَّعس

و بريقٍ يظنُّ معدنَه الدُّرَّ
ولكن قد بان أنه فلسُ

كم فتاةٍ تبذَّلت وهي بدرٌ
و لماها فيها الحلاوةُ لُعس

و فتاةٍ ترصّعت بعقيق
شذَّ فيها عن الإناث الجنسُ

أيها اللابس الثيابَ ليعلو
قيمة المرء لبُّه لا  اللبس

قد يُدسُّ الجمال في الشكل دسّاً
لكنِ اللبُّ حسنه لا يُدسُ

تدركُ العينُ موطن الحسن شكلاً
شأنهُا في إدراكها الحسنَ حدسُ

ربَّ طُعمٍ تخاله العينُ حلواً
ثم يقضي خلاف ذاك الضرس

وبناء يلوح قصراً منيفاً
هو جحرٌ لساكنيه و رمس

وقلوبٍ بها الضلوعُ أحاطت
هي قيدٌ على القلوب وحبس

من يظنّ السرابَ بقعةَ ماءٌ
ضلَّ عقلاً ومنه ضاع الحسُّ

لست خبّاً ولستُ للخبِّ أُصغي
و دليلي بصيرتي والبأس
_____________________
د. أحمد جعفر الشردوب

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...