لله أشكو ذِلَّتي وهواني
............... وحدي هنا والبؤسُ قد أعياني
وأخي صغيرٌ بائسٌ مثلي هنا
.............. لا شيءَ أملكُهُ سوى أحضاني
والجوعُ يفتكُ لا يُبالي منْ أتى
................. لا يرحمُ الطفلَ الذي بمكاني
طفلٌ أضاعَ هويّةً وملامحاً
......................... باتتْ معالِمُهُ بلا عُنوانِ
والبردُ ينهشُ قلبهم وضلوعهم
.................. فالبردُ قاسٍ مثلما الطغيانِ
بردٌ وجوعٌ والعراءُ يفتُّهم
.................... لكأنّهم حِلفٌ معَ العُدوانِ
سُلِبَ السلامُ وقد تهدّمَ بيتُهم
................ فقدوا الأحبّةَ مثلما الأوطانِ
والخوفُ أهداهم لهيبَ سِياطِهِ
................. ماعادَ يهنى عيشُهم بأمانِ
ذاقوا مرارةَ كلِّ مرٍّ في الدُّنا
............... ملحَ الدموعِ وغصَّةَ الأحزانِ
لا أرضَ لا أهلونَ لا بيتٌ ولا
................. قلبٌ رحيمٌ كانَ ذا وِجدانِ
الكلُّ ينظرُ لاهفاً متأسفاً
............... هذا يُصوِّرُ نظرةَ الحرمانِ
ماتَ الضميرُ ولا عزاءَ لأمّةٍ
........ شربتْ كؤوسَ الذُّلِّ والخُسرانِ
عائدة قباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق