الأربعاء، 23 يناير 2019

الشاعر حسن خطاب ... يا أخوة الدار .....

يا أخوة الدار…

يكفي القوافي إذا غنَّتْ تُغَنِّيها
ميَّاسة القدِّ لو  دَنْدَنتُ  أعنيها

صبوحة الوجه والوجناتُ تُرسلني
نحو الخيال فتوصيني وأوصيها

غنُّوجة الصوت  والأحلى إذا خطرتْ
هيِّمانُ قلبي وفي رمشي يداريها

شقراقة الجيد كالياقوت نضرتُها
والكحلُ آيٌ إذا رقَّتْ مآقيها

(غراء فرعاء) إن غازلتها ابتسمتْ
مثل الجمان سلام الحبّ مِنْ فِيها

يا بِدعةَ الخلق والأنسام في رئتي
أنت الورود وطلُّ الصبح يسقيها

أنت الصلاة وأورادي وسُبَّحتي
أنت الحياة إذا لبَّتْ دواعيها

والقلبُ هاوٍ وفي شريانه نغمٌ
يرعى الشغاف إذا ضلَّتْ ويهديها

آنَ الأوانُ لِأنْ أُنهي مكاتبتي
إنّ الديار على بُعدٍ أحيِّيها

زيتونةُ الدار مازالتْ تُراسلني
وشجرة التين في حلمي أُربِّيها

وشتلةُ الخسِّ ،(أمْ ماضي) لقد كبرتْ
هيَّا تعالي فقد نادتْ لنحميها

حشاشة القلب(  غطاسي )وبستنتي
(وأمُّ أحمد) عند الفجر ترويها

(ونجلة) الخير في حزني تُؤآنسني
يا خالق الكون إنْ قدَّرْتَ تحميها

ما كنت أحسب أنّ الدمع يعرفني
حتّى غدوت بطول الوقت أبكيها

ماكنت احسب في عمري سأفقدها
وأشربُ المرّ من جهلٍ وأسقيها

ما كنتُ أحسب في يومٍ سننزفها
تلك الدماء وفي حقدٍ نُغزيها

هذي بلادي سأبكيها بلا خجلٍ
وأذرف الدمع من عيني وأرويها

وأسأل الله في سرِّي وفي علني
علَّ الدعاء منَ الأسقام يُشفيها

فما أبوح فمنْ حربٍ تُشتتنا
وما أقول مآسي من مآسيها

عذراً أُخيَّ لقد أمستْ مكاشفتي
حقّ اليقين ومن حقِّي أُجلِّيها

كانت شآم وكنّا نشتكي ظُلَماً
أمست ظلاماً وتُهنا في دياجيها

إنَّ الشآم بلاد الحبِّ نعرفها
والحبّ فيها قناديلاً يضويها

إنّ الشآم ديارٌ كنت أعشقها
حتى الجمال بدا شعراً يقفيها

يا شام يا مقلة الأحداق يا رئتي
أنت العيون ونحن الدمع نحميها

أنت الكروم على أنغام أغنيتي
منك الحروف عناقيداً أغنيها

كانت رياضاً وكان الحبّ يألفها
صارت ضياعاً وصرنا في منافيها

وغربة القسر بعد الآه تقتلنا
زادت رحاها بآلامٍ نعانيها

سؤآتنا كشفت لا توت يسترنا
مازال فيها شياطينٌ تغذيها

هذي الحروب فما زالت تعذبنا
وقسوة الهجر من أقسى مآسيها

يا حرقةَ القلب أشتاتٌ عوائلنا
ودورنا لخراب الحرب نخليها

لا يوسف الآن لا يعقوب يدركنا
ولا زليخا بقول الحقّ نرويها

وعصبة الجبّ ما زالوا وما برحوا
ونحن أيُّوبُ مازلنا نحاكيها

وكان في الشام تمساحٌ يقتلنا
بالقصف والسجن والأحلام يقصيها

فصار في الشام للتمساح مزرعة
فيها ذئابٌ وعن عجزٍ نُؤاويها

هذا اللئيم أثار القتل في بلدي
واسترخص الدمّ كرها في أهاليها

غاب الجمال وساد البؤس طلعتها
والمجد يصرخ والآثام ترويها

إنّي سأكتب للتاريخ ثورتها
تاهت بلادي وهذا التيه يقصيها

إنّ الحروب صخور الصمّ تمقتها
وصاحب العقل في الإفتاء يزجيها

فالصدق حلٌّ إذا صحّت ثقافتنا
والحبّ نورٌ ومعنى من معانيها

يا ليت وحدي ألاقي كلّ ظلمتها
وينعم الخلق في أقصى فيافيها

يا بعض أهلي فهذا الشعر مملكتي
وكلّ ملكي من الدنيا وما فيها

فأرقب الشمس علَّ النورُ يجمعنا
يا أخوةَ الدار ما أحلى لياليها

يا أخوة الدار إنَّ الآه تسكنني
والروح نارٌ وهجرُ الدار يصليها

وزاد بالطين بلاً أنَّ (أخوتنا )
فوق البلاء يزيدوا في بلاويها

تراهمُ من سفاف القوم يجمعهم
ضعف النفوس ٱذا تاهت بأهليها

قومٌ لئامٌ وسوق المال يكشفهم
باعوا الضمائر والديوث يشريها

باعوا الدماء وقد خابت تجارتهم
ولعنة الله قد حقَّتْ مراميها

يا حرقة القلب يا تيهٌ يرافقني
ماذا أقول وها قلبي اكتوى فيها

قد مسّني الضرُّ والآلام تعصرني
وتسأل الروح عن آلامِ تاليها

ما أصعب الآه من ظلمٍ يطوقنا
بمسحةِ الدين والزنديق مُفتيها

هذي بلادي على الأيام مفخرةٌ
حتّى هلكنا وذيل الكلب راعيها

هذي بلادي وكم دارت بها دولٌ
علم اليقين فنصر الله آتيها

للشام من مهبط التنزيل منزلةٌ
وسادة الخلق آيات الهدى فيها

لكلِّ غازٍ على الفيحاء مقبرةٌ
والشام روحٌ ستحيا في أهاليها

يا ربِّ وحدك من نرجو هدايته
يا ربِّ لطفك بالأطفال تحميها

حسن خطاب  سوريه جرجناز

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...