الجمعة، 11 يناير 2019

الشاعر محمد الصالح بن يغلة .. غزَّة

القصيدة الفائزة بالمرتبة الثانية دولي في مسابقة مفاتيح لمستقبل فلسطين ، و التي وصلتني مؤخرا مكافأتها المالية .
غزّة
كَيْفَ اخْتَرَقْتِ بِصَبْرِكِ الْأتْرَاحَـا
وَصَنَعْتِ فَوْقَ جِرَاحِكِ الْأفْرَاحَـا ؟
*
مَـازَالَ قَلْبُـكِ فَـوْقَ كُلِّ ظَلاَمِهِـمْ
قَمَـــرًا يُرَتِّـــلُ دَمْعَــةً وَ صَبَاحَـا
*
الجُوعُ وَالصَّوْتُ الشَّجِيُّ وَ شَمْعَةٌ
رَسَمَتْ بِكُلِّ جَنَــاحِهَـا الأرْوَاحَـا
*
وَالمَـوْتُ صَارَ حَدِيقَـةً فِي ظِلِّهَـا
كُـلُّ الـزُّهُـــورِ تَفَتَّحَـتْ أَرْمَـاحَـا
*
لَمْ يَبْقَ غَيْرُكِ مَنْ سَيُوقِـدُ جَمْرَةً
فَوْقَ الدُّجَـى وَ يُحَطِّـمُ الأرْيَاحَـا
*
أدْرَكْتُ مَعْنَى أنْ تَكُـونَ مُرَابِطًـا
وَالنَّـاسُ خَلْفَكَ يَشْرَبُـونَ جِرَاحَـا
*
لَهْفِي عَلَى وَطَـنٍ يُرَفْرِفُ سَابِحًا
وَيَظَـلُّ يَغْـرَقُ رَافِعًــا مِصْبَاحَـا
*
لَوْ لَمْ يَكُنْ وَطَنًـا يُسَـافِـرُ خَـالِـدًا
نَحْوَ الوُجُـــودِ أيَسْتَعِيـدُ بِطَـاحَـا ؟
*
أنَا لاَ أقُولُ بِأَنَّ" غَـزَّةَ " أظْلَمَتْ
بَلْ أشْعَلَتْ فَوْقَ الظَّــلاَمِ نَجَـاحَـا
*
الآنَ أدْرِكُ أنَّهَــا أيْقُـــــــونَــــــةً
طَلَعَـتْ لِتَـزْرَعَ غُصَّــةً وَ كِفَاحَـا
*
كَمْ حَـاوَلَتْ أنْ تَسْتَمِــدَّ ظِــلاَلَهَـا
يَــوْمَ اسْتَحَــالَتْ وَرْدَةً وَوِشَــاحَـا
*
بَلْ آثَرَتْ أنْ لاَ تَمُوتَ فأضْرَمَتْ
شَمْسَ الرُّؤَى وَ تَجَرَّعَتْ أقْدَاحَـا
*
لَكِنَّ مَنْ زَرَعُوا العَذَابَ عِصَابَـةٌ
نَزَلَتْ لِتَخْطِــفَ نبْضَنَـا الفَـوَّاحَـا
*
أبْرَقْتِ فِي وَجْـهِ الظَّـلاَمِ كَنَجْمَـةٍ
سَطَعَتْ لِتَنْقُشَ وَجْهَنَـا الوَضَّاحَـا
*
كُونِـي لِكُـلِّ العَـــاشِقِيـنَ مَنَـــارَةً
فَلَكَمْ رَسَمْتُ عَلَى الجِدَارِ نُوَاحَـا
*
إنِّي نَظَرْتُ إلَى الحِصَارِ فَلَمْ أَجِدْ
إلاَّ العَـــذَابَ عَقِيـــدَةً وَ سِـلاَحَـا
*
مَازَالَ يَحْصُدُنَـا الظَّــلاَمُ وَدَمْعَـةٌ
هَرَبَتْ لِتُصْبِــحَ غَيْمَــةً وَ أقَـاحَـا
*
مَاذَا أقُولُ عَنِ السُّجُــونِ وَ لَيْتَهُمْ
خَلْفَ السُّجُونَ تَرَصَّدُوا السَّفَاحَـا
*
كُلُّ المَعَـابِرِ أصْبَحَتْ فِي وَجْهِنَـا
قَفَصًــا يُطَــارِدُ نَسْمَـةً وَ مَرَاحَـا
*
فَقَدَ التُّرَابُ جَمَــالَـــهُ وَ جَـلاَلَـهُ
وَ كَأنَّـــهُ قَـدْ عَــاهَــدَ الفَـــلاَّحَــا
*
وَالمَـوْجُ يَشْهَـدَ بَعْدَ كُلِّ غِيَــابِــهِ
أنَّ الشِّبَــــاكَ سَتُغْـرِقُ المَــلاَّحَـا
*
الشَّعْـبُ بَيْنَ شَظِيَّــــةٍ وَ قَضِيَّـــةٍ
وَ اْلآخَــــرُونَ تَيَتَّمُـــوا سُيَّـاحَــا
*
سَكَنُوا الُقبُورَ فَهَلْ يُرَفْرِفُ حُلْمُهُمْ
فَوْقَ التُّرَابِ وَ يَرْسُــمُ الألْوَاحَـا ؟
*
لاَبُدَّ أنْ تَــرِثَ القُلُــوبُ عُيُونَهُـمْ
وَتَعُودَ تَحْمِــلُ فَوْقَهَـا الأرْوَاحَـا
*
أحْفَــادُنَـا هْـلْ يَغْـرِسُونَ وَرَاءَنَـا
مَاكَـانَ يَسْطَــعُ بُكْــرَةً وَ رَوَاحَـا ؟
*
سَيَعُودُ يَاوَطَنِـي المُرابِـطَ شَعْبُنَـا
مَهْمَـا اسْتَقَـــرَّ وَرَتَّــلَ اْلأتْـرَاحَـا
*
وَالقُـدْسُ بَيْنَ غُرُوبِهَا وَ شُرُوقِهَا
يَوْمًـا سَتَلْبَسُ رَوْضَــةً وَصَلاَحَـا
*
هَذَا هُوَ القَــــدَرُ الَّـذِي بِجَنَــاحِـهِ
مِلْءَ العُيُـونِ سَيَخْطِفُ اْلأشْبَاحَـا
*
يَاقُــدْسُ لاَ تَبْـكِــي عَلَــيَّ فَإِنَّنِــي
كَالطَّيْرِ يَعْـزِفُ جُرْحَـهُ صَدَّاحَـا
*
لَمْ يَبْقَ لِي غَيْرُ الحَدَائِـقِ وَحْدَهَـا
كَيْ لاَ أمُــوتَ بِدَمْعَتِـــي سَبَّـاحَـا
*
إنِّـي لَأَحْلُـــمُ أنْ أطِيـــرَ فَرَاشَــةً
فَوْقَ الثَّـرَى وَ أعَـانِــقُ التُّفَاحَــا
*
سَأَعُــودُ يَا وَطَنِــي بِكُـلِّ هَـدِيَّــةٍ
أنَا مَا أضَعْتُ بِخَافِقِـي المِفْتَـاحَـا

محمد الصالح بن يغلة
الجزائر عنابة
24 . 02 . 2018

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...