#هَلوَساتٌ من تباریحِ الضّجَر#
ذَاتَ حُلمٍ رَفّ طَیفًا في السَّحَر
و اؔستَبَاني إذ أتَانِي في خَفَر
أخبَرُوني عَن شُعُورٍ رَاٸقٍ
رَقّ حَتَّی سَالَ شَهدًا و انهَمَر
أخبَرُونِي عَن حَبیبٍ عَاشقٍ
هَاٸمٍ یَقتَاتُ مِن نُورِ القَمَر
أخبَرُونِي عَن قَصیدٍ عَابقٍ
مَاهَ طِیبًا بقَوافٍ مِن زَهَر
أوهَمُوني بوُجُودٍ سَامِقٍ
مَاتِعٍ یَخضَلُّ مِن مُزنٍ غَمَر
و بِأنِّي سَأُلَاقِي صَبوَتِي
ذَات نَبضٍ أو غَرامٍ أو سَفَر...
***
هَاجَ فِي قَلبي حَنینٌ للهوَی
ِلِزَمَانِ الوَصلِ مِن عِشقٍ غَبَر
فَرَکِبتُ القَمرَ السَّاجِی صُهَا
و امتَطَی شَوقِي غَمامَاتِ المَطَر
و نَمَا لِي في جَنَاحِي زَورَقٌ
و شِراعُ الحُلمِ فِي نَبضِي طَفَر
هَامَ وَجدًا وَ تَلَقَّتهُ السُّهَا
خَاضَ بِیدًا و بِحَارًا و جُزُر
و أناخَ السَّرجَ فِي أقصَی مَدَی
فِي نُجُوعِ البَدوِ أو رَبعِ الحَضَر
فِي هُوَی الأوهَادِ أو هَامِ الذُّرَی
فوقَ قَرنِ الشّمسِ أو سَطحِ القَمر
بَاحِثًا عَن نَبضَةٍ فَتَّانَةٍ
عَن حُرُوفٍ مِن نَدًی تَهمِي بِدُر
عَن وُجُودٍ لَازَوَردِيِّ الهَوَی
وَطنٍ للحُبِّ في حِضنِ السَّمَر
عَن وَریدٍ ضَخَّ نُورًا في العَمَی
فِي صَقیعِ الرُّوحِ في بَردِ الحَجَر
*****
قُلتُ عَلّي ذاتَ نَبضٍ فَاٸرٍ
أحتَسِي الأَشعَارَ مِن ثَغرِ الزَّهَر
ذَاتَ حُلمٍ بِغَرامٍ سَاحِرٍ
أُنقِذُ الأَحلَامَ مِن عَیشِ الحُفَر
ذاتَ وَصلٍ بِحَبیبٍ اؔسِرٍ
أُنقِذُ العُشّاقَ من جُرفِ الضَّجَر
ذَاتَ سِلمٍ في وُجُودٍ نَاٸِرٍ
أنقِذُ الأوطانَ مِن عَسفِ البَشَر
*****
عُدتُ فِي کَفَّيَّ خُفٌّ خَاٸِبٌ
و الأسَی لم یُبقِ مِن حُلمي أَثَر
و الأمَاني مثل عَینٍ بالقَذَی
عَشِیَت فِي تیهِ وَعثَاءِ السَّفَر
کَانَ حُلمًا مِن تَهَاوِیلِ الظَّمَا
مِثلَ بَرقٍ خُلَّبٍ فَجرًا عَبَر
هَلوَسَاتٍ مِن تَبارِیحِ الضَّنَی
وَهمَ شَوقٍ مِن حُبَیباتِ الکَدَر
أو سَرابًا فِي قِفارٍ مِن لَظی
حُلمَ مَاءٍ سَالَ لَهبًا مِن جَمَر
کأسَ شَهدٍ ضَمَّخَتهُ صَبوَتِي
حَالَمَا فَاضَ بِأَشوَاقِي انکَسَر
****
فَمَتَی حُلمي یُجافِیهِ القَذَی
فتَرَی عَینِي الأمَانِي تنهَمِر؟
و مَتی الأوطانُ فِي عَتمِ الأذَی
تَتَحَدَّی بِالأهازِیجِ القَدَر؟
(سعیدة باش طبجي۔تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق