مفتاح سكري.. جلال العلي:
تقطّعَ إلا عنكَ كلُّ علائقي
فخذْ وَلَهِي العذريَّ أصدقَ عاشقِ
شربْتُ بحارَ الحبِّ دهراً فما ارتوتْ
جوانحُ ملّتْها قلوبُ الزوارقِ
و طالتْ علی بنت العناقيدِ سكرتي
و لكنَّ صحوي في الكؤوس معانقي
و لي لغةٌ في السّكْرِ يجهل كُنْههَا
قواميسُ أنهارِ الكرومِ الدوافقِ
يعزُّ علی الإبريقِ كسرُ شراستي
و إنْ صدَّعتْني منه رشْفةُ غابقِ
ألا يا ابن صحوي وسْطَ تعتيق سكرتي
عناقيدُ صحوي من دِنانٍ عواتقِ
نزالٌٕ أنا و الكأسُ أيٌّ سينحني
لمنتصِرٍ فيه بضربةِ حاذقِ
يطوف بندماني من الصمْتِ موكبٌ
له من أكفِّ البَوْحِ أفصحُ ناطقِ
سكرْنا و لم تسكرْ و طاشت عقولُنا
و عقلُكَ راسٍ في خضمِّ المآزقِ
لعلكَ سكرانٌ بصحوِكَ غائمٌ
و لم تدرِ أنَّ السكرَ ربُّ الحقائقِ
و ما انفكَّ طوفانُ الملامةِ مغرقي
و نبلُ حزازاتِ الضغائنِ راشقي
فقلتُْ متی فارقْتُ كأساً و حانةً
و من ذا لها مني بأعرق ذائقِ
و لكنْ لسكري قفلُ سرٍّ مكتّمٍ
و مفتاحُ هذا السكرِ خمرةُ خالقي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق